صفوة القول.. الفاشر وبداية النسخة الأخيرة من المشروع الأجنبي ..!!.. كتب : بابكر يحيى
الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع على بلادنا هي الأغرب في تاريخ الحروب التي عرفتها البشرية ؛ الغرابة ليس في طريقتها وعدم خضوعها لأي من معايير الدين والأخلاق والقانون أو دينية بل الغرابة في كونها أول حرب تبدأ من العاصمة ثم تنتقل للأطراف بينما كل الحروب تبدأ في الأطراف ثم تصل للعاصمة ..المعروف في كل الحروب أن الهدف هو إسقاط العواصم فإذا سقطت العاصمة تغير الأمر ونفذت القوة المنتصره ما تريد من أهداف وذلك بالإعلان عن نظامها الجديد ولا تنتقل الى الأطراف مطلقاً إلا إذا كانت هناك مقاومة أو رفضا للمشروع الجديد حينها تنتقل الحرب للجهة الرافضة فقط دون غيرها بحجة دحر التمرد ، ( التمرد العكسي )..!!هذه الحرب تؤكد لنا كل يوم انها ليست حرب بين طرفين سودانيين مختلفين على طريقة حكم أو توزيع ثروة أو حاكمية فكرة أو منهجية طرح بل هي حرب إقليمية دولية هدفها إضعاف وتفكيك دولة اسمها السودان وإجراء تغييرات ديموغرافية كبيرة عليها ..!!ما الذي يجعل قوة تريد تغيير نظام الحكم في دولة مركزية أن تترك العاصمة وتذهب لتقاتل في الأطراف؟ ما معنى أن تنتقل الحرب لكل مدن وقرى السودان ؟ والمعلوم أن مركزية القرار في العاصمة الخرطوم ! فإذا سقطت العاصمة حققت مليشيا الدعم السريع ما تصبو إليه من أهداف أيا كانت نسبة موضوعيتها..!!ليس هناك تفسير منطقي لما يدور في البلاد سوى أن هذه الحرب قامت لإنفاذ مخطط دولي كبير فهي غزو أجنبي مكتمل الأركان استخدمت فيه عناصر سودانية غير وطنية وتم تهيئتها نفسيا منذ أبريل من العام ٢٠١٩ لتقوم بهذا الدور الرخيص ..!! إذا استمرّ الحال على ما هو عليه سيكتشف السودانيون انهم بلا وطن سيكتشفوا انهم أمة (بدون) مشردين بين الدول تستخدمهم المنظمات والسفارات كيفما تشاء..!! سيكتشف الجميع بمن فيهم اليسار المتعفن بأن خطاب الكراهية الذي بنوه أيام الثورة وأن خطاب العماله التصالحي الذي تبته قحت الفاسدة هو من مهد الطريق لهذا الغزو الأجنبي الكبير ..!!الإصرار على إسقاط الفاشر هو بداية هذا المشروع التفكيكيّ فإسقاط الفاشر يعني عمليا فصل دارفور ومحاربة بقية ولايات السودان الأخرى لإضعافها وإفقارها نهائياً والقضاء على العلماء والمكتبات فيها ومسح ما تبقى من ذاكرة الأمة حتى يطفوا على سطح المشهد الجهلة والفاسقين من اتباع قحت لعنهم الله .*صفوة القول* الهدف من هذه الحرب أكبر من تصور مليشيا الدعم السريع وأوسع من قوة إدراكها العقلي والنفسي فان كان الأمر أمر سلطة لما انتقلت الحرب إلى ( السوكي وابوحجار والفاشر والأبيض ) مثلا ؛ الهدف هو أن يصبح السودان دول متفرقة تتقاتل فيما بينها ويتم تقسيم ثرواتها بين الدول فلفرنسا دارفور ؛ وللإمارات الموانئ والأراضي الزراعية ؛ ولأمريكا الذهب والبترول ؛ ولعربان الشتات الأرض ؛ وللسودانيين كروت صفراء توزعها عليهم الأمم المتحدة كلاجئين.. والفاشر هي نقطة بداية إنفاذ النسخة الاخيرة من المشروع الأجنبي إذا سقطت ؛ لكن إرادة الله أقوى ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.