مما لا شك فيه أن واحدة من اشراقات ثورة ديسمبر المجيدة وابداعاتها التي أنعشت الأمل في نفوس جماهير الشعب السوداني واسعدتهم وتابعوا انجازاتها عبر مؤتمراتها الصحفية بشغف كانت لجنة تفكيك نظام الإنقاذ واستعادة الأموال المنهوبة مما جعل منها بعبعا مخيفا وهاجسا مرعبا اقلق مضاجع زبانية ولصوص النظام البائد وفسدته وطفيلييه الذين عقدوا العزم على تعطيل مسيرتها او اخفائها من الوجود باي ثمن فاستعانوا على ذلك باللجنة الأمنية لرئيسهم المخلوع التي لم تخذلهم واوصلتهم لمرادهم بالانقلاب على شركائها في السلطة الانتقالية في الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١ وحل لجنة التفكيك وإلغاء كل قراراتها وانجازاتها واعادة كل ما نزعته من أموال وعقارات واراضٍ وما حلته من منظمات وشركات وما حجزته من اموال طائلة مودعة في البنوك تحت حسابات اؤلئك اللصوص.
لقد نبهنا منذ وقت مبكر والثورة في بواكيرها الي عدد من الإجراءات التي لو تم اتخاذها وتنفيذها في وقتها لكانت كفيلة بقفل الباب أمام الفلول واملهم في العودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى كما يحدث الآن للأسف. وكان على رأس الأمور التي طالبنا بحسمها الاستيلاء على دور المؤتمر الوطني ومواقعهم في أنحاء البلاد وخاصة في العاصمة وعواصم الولايات ثم حظر قيادات النظام واباطرة النهب وزبانية القمع والفساد فيه من السفر ويستصحب كل ذلك بالاجراء الأهم وهو تغيير العملة الذي كان كفيلا باظهار كمية الكاش المنهوب واستعادة الكتلة النقدية الي النظام المصرفي والتي كانت خارجه بنسبة بلغت 82٪ كما أعلن رئيس الوزراء في ذلك الوقت. كما أشرنا لبعض أعضاء اللجنة بفتح أبوابها لأي فرد من أبناء شعبنا للتبليغ عن أي موقع او عقار حامت حوله شبهات فساد من منسوبي النظام البائد.
والآن وقد انعقدت ورشة لاعادة تكوين لجنة التفكيك فيجب ان تراعي كل هذه الجوانب ويتخذ من الإجراءات والقوانين ما يؤمن مسيرة اللجنة في ثوبها الجديد ويحميها ويضمن نفاذ قراراتها.
اننا نبعث بهذه الرسائل للمشاركين في الجلسة الافتتاحية اليوم والتي تنعقد في ظل الحزن والاستياء الذي يسود اوساط المجتمع السوداني من أقصاه الي أقصاه جراء الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها مجرمون لا ينتمون الي الإنسانية بصلة بحق شابة بريئة كل جرمها انها ابنة مناضل يشغل موقعا وظيفيا له علاقة بلجنة التفكيك و يستخدمون في جرائمهم أساليب وضيعة ضد خصومهم تنفيذا لتعليمات جهابذة تنظيمهم الإرهابي.
الخرطوم
الاحد ٨ يناير ٢٠٢٣ م
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.