إبراهيم الشيخ :هل نكتفي بحب لا ينتج قمحاً ووعداً وتمني
في مقال تم تدوله على نطاق واسع بوسائط التواصل الإجتماعي ووجد ردود أفعال واسعة قال وزير الصناعة السابق إبراهيم الشيخ في مجموعة (صحافسيون) على تطبيق واتساب التي يديرها الصحفي عطاف عبد الوهاب: “أعود بعد تأمل عميق للحال والمآل، اليوم أنا أدرك جيداً أن لا مناص لنا كسودانيين من قبول بعضنا البعض. وفتح أفق جديد”، وشدد إبراهيم على ان الإقصاء المتبادل، ترك الكثير في النفوس من أحقاد وغبائن، مضيفاً: “صحيح اننا لم نستطع أن نتجاوز محطة الجامعات التي اورثتنا كل هذا الصراع المميت منذ أن كنا طلاباً ونقلنا تلكم العدوى إلى أحزابنا التي انتمينا إليها، الكل يريد أن يهزم الآخر المغاير”،ومضى في القول: “لن أقول إنه متاح لنا ان نقفز على الكثير من الجراحات هكذا بكل يسر وفجأة، مع أنني أتمنى ان اصحو ذات يوم وقد اغتسلنا من كل ما ران في النفوس وتطهرنا من أدران الماضي”،وأبان إبراهيم أن الجميع يحب السودان كل على طريقته، وأن الجميع يريد لها الخير “ويتلبسنا الخوف والقلق العميق من مآلات الحال وتعدد الجبهات والمناورات والمبادرات”. وتساءل: “هل نكتفي بحب لا ينتج قمحاً ووعداً وتمني؟، وأكد أن فش الغبائن لن تجني منه البلاد إلا الشوك والعدم، وان الناس قد اضناها طول الانتظار والرهق من الحال، مضيفاً: “آن للشعب الصابر والصامد ان يستريح من طول الطريق الذي استغرق كل سنين الاستقلال وثلاث ثورات قتلناها مع سبق الإصرار والتعمد.. الحل ليس مهمة مستحيلة، كل المطلوب تنازلات من هنا وهناك ترأب الصدع وتبرئ الجراحات وتقيم عدالة انتقالية تفتح الطريق للحرية والسلام والعدالة والانتخابات وممارسة الديمقراطية”، وبالمقابل وجدت التصريحات حظها من الترحيب لاسيما في ظل الأزمة الخانقة التي يبدو أنها في طريق الانفراج بحسب مراقبين.توافق وطنيالخطوة ربما وجدت الترحيب داخل الجبهة الثورية واعتبرتها خطوة نحن الإمام وأعلنت عن دعمها مثل هذه الخطوات التي تدعوا إلي التوافق الوطني بين المكونات السياسية السودانية ، وهذا ما ذهب إليه القيادي بالجبهة محمد السماني في حديثه ل(نبض السودان) ،وذكر ان اللاءات ثلاثة التي كانت ترفع في الماضي هي مجرد شعارات عديمة ولا يمكن أن تحقيقها في ظل وجود أزمة سياسية تاريخية في الدولة السودانية، وأعتبر ان هذه المرحلة هي مرحلة وفق شامل بين كل القوى السياسية الثورية حتي تضع حد للصراع الدائر منذ الاستقلال، وأضاف:” من هنا نحن نقول نعم للتصالح السياسي لا للتصفير الحسابات الشخصية علي حساب القضايا الوطنية معا لتأسيس سودان ديمقراطي، وشدد على ضرورة الإسراع بالتأسيس لنظام دستوري يحفظ لكل مواطن حقوقه دون تمييز على اى أساس معنا للسودان يجمعنا ويستوعب تنوعنا، وزاد :”يحترم أفكارنا السياسية لكي ينعكس ذلك بأثر إيجابي علي استقرار الدولة السودانية مرحبا بعودة الوعي لا للعصبية سياسية” .الاقصاءالمحامي والقانوني المعز حضرة وصف مقال ابراهيم الشيخ بانه امر طبيعي لجهة ان من ادبيات السياسة الخلاف، لكنه عاد وشدد في حديثه ل(نبض السودان) ان يكون الخلاف من أجل الوطن، وأشار إلى ان نظام الجبهة الاسلامية عندما بدأ كان دمويا ، وأكد في الوقت ذاته ان نظام الجبهة الاسلامية غير معني بحديث ابراهيم الشيخ، ونوه إلى ان المعنيون بذلك القوى السياسية التي تتفق مع بعضها البعض في المبادئ، وأوضح ان الانظمة الشمولية هي من كرست لما وصفه بالاقصاء.أمن ووحدة البلادويرى بعض المحللون ان حديث القيادي بالحرية والتغيير ابراهيم الشيخ يعد تصريحا موفقا لاسيما وان البلاد تشهد حالة من الاحتقان السياسي تتطلب تقديم تنازلات من جميع الأطراف، وهذا ما أشار إليه د. ناصر سلم في حديثه ل(نبض السودان)، واعتبر ان تصريح يدل على شخص حريص على أمن ووحدة استقرار البلاد، وسير السودان في الاتجاه الصحيح، لافتا إلى ان ابراهيم الشيخ يظل رجلا خبير بخبايا الساحة السياسية، ورأى ان حالة الاستقطاب السياسي بين شركاء الانتقال بحاجة لتقديم تنازلات من جميع الأطراف، وأكد انه لا خيار سوى التوافق الوطني أو ذهاب الجميع إلى الانتخابات المبكرة، وأوضح ان الحرية والتغيير ربما تسير في هذا الاتجاه خاصة وان ابراهيم الشيخ قيادي بالتحالف، وأستبعد ان يخرج هذا الحديث سهوا .فرصة كبيرةبينما أكد المحلل السياسي الفاتح محجوب ان الدعوة التي اطلقها القيادي الكبير في حزب المؤتمر السوداني وفي المجلس المركزي لقوي الحرية والتغيير الاستاذ ابراهيم الشيخ للقوي السياسية بان تسمو فوق الكراهية والعنف والاقصاء المتبادل الموروث من ممارسات سالبة للتنظيمات السياسية السودانية، وأعتبر محجوب في حديثه ل(نبض السودان) ان مقال ابراهيم الشيخ بمثابة فرصة للقيادات السياسية للسمو فوق العداءات التاريخية واحترام الاختلاف في الفكر وفي الراي بدلا عن ممارسة العنف المادي والمعنوي واللفظي تجاه الاخر والعمل علي الاقصاء الكامل للآخر، وقطع ان هذه الممارسة لم ينتج عنها سوي الانقلابات العسكرية على مدار تاريخ السودان، وتساءل لكن هل تستجيب القيادات السياسية الاخري لمثل هذه الدعوة الحكيمة ام لا ؟، لكنه عاد وأجاب قائلا:” ان وجدت دعوة الاستاذ ابراهيم الشيخ استجابة فمن السهل عندها تكوين حكومة توافق سياسي بقيادة مدنية تقود البلاد نحو الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي وتمهد لاجراء انتخابات نزيهة وشفافة وفق اجماع سياسي”، وزاد:” وبذلك تمثل افضل مخرج للقوي السياسية السودانية من حالة الانسداد السياسي الحالي التي يعاني منها السودان منذ الاطاحة بالرئيس السابق عمر البشير”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.