بُعْدٌ .. و .. مسَافَة* *مصطفى أبوالعزائم * *هبّت الخرطوم
* …. !* رحم الله شاعرنا الكبير الراحل عبدالمجيد حاج الأمين ، شاعر إحدى أجمل أغنيات ثورة أكتوبر 1964م المعروفة بإسم ” هبّت الخرطوم ” والتي لحنها وقام بأدائها سفير الأغنية السودانية الفنان المبدع الأستاذ عبدالكريم الكابلي ، لتبقى ضمن الأكتوبريات التي خلّدت تلك الثورة الشعبية العظيمة ، وقد جاءت مقدمتها تقول :هبّت الخرطوم في جنح الدُجىٰضمّدتْ بالعزم هاتيك الجراحوقفت للفجر حتى طلعامشرق الجبهة مخضوب الجناحيحمل الفكرة والوعد معاً والأماني في تباشير الصباح هذه الأبيات الشعرية بصورها الناطقة ومفرداتها الجميلة ، طافت بذهن صاحبكم صباح اليوم العشرين من مارس الماضي وأنا أدخُل إلى القاعة الكبرى في قاعة الصداقة بالخرطوم تلبيةً لدعوة كريمة من الأستاذ أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم المكلف نقلها إليّ أحد ركائز الإعلام في ولاية الخرطوم زميلنا الأستاذ الطيب سعد الدين ، وذلك للمشاركة بالحضور في إفتتاح مؤتمر تنمية وتطوير ولاية ، الذي إنطلق تحت شعار “معاً لنهضة العاصمة” والذي إستمر ليومين تحت إشراف والي ولاية الخرطوم ، وبرعاية مجلس السّيادة الإنتقالي ممثلاً بالجلسة الأولى في الفريق ركن مهندس بحري إبراهيم جابر إبراهيم الذي خاطب ختام الجلسة الافتتاحية مثلما خاطبها والي الخرطوم معلناً إفتتاح مؤتمر تنمية وتطوير ولاية الخرطوم المكلف ، كما خاطبها وزير الحكم المحلي المهندس محمد كورتكيلا صالح . ما تم تداوله في المؤتمر ، والاوراق التي قدمها خبراء ومختصون في لجان المؤتمر المختلفة أكدت على إهتمام الولاية المتعاظم بالتنمية والتطوير ، وهو ما جعل بعض المشاركين يشيرون إلى أن الوالي الحالي يعتبر من الولاة الذين كان لهم الأثر الكبير في نهضة وإعمار الولاية رغم الظروف المعلومة التي تمر بها بلادنا ، وحالات الشد والجذب السياسي التي كادت أن تمزق أوصال الوطن ، بسبب المتصارعين على السلطة ؛ وقال لي الأستاذ عبدالرحمن حامد الحاج بلال وهو يتابع مجريات جلسات المؤتمر إن الأستاذ أحمد عثمان حمزة ومن خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها مسؤوليات حكم هذه الولاية الصعبة التي يسميها الناس “جمهورية الخرطوم ” أثبت إن أهل الإختصاص هم الأقدر على تجاوز الصعاب ، بحكم خلفيته كضابط إداري يعرف دوره بعيداً عن دهاليز السياسة . هذا العمل الكبير كنت اتوقع أن يجد الاهتمام الأكبر والأعظم من أجهزة إعلام الولاية المختلفة ، بل ومن كل الاجهزة الإعلامية ، لكن يبدو أن السياسة تسرق الأضواء من كل عمل عظيم . ختام المؤتمر الذي تناول القضايا التي تواجه الولاية ومواطنها ، كان ختاماً يبذر الآمال في النفوس لمعالجة قضايا الفقر وإرتفاع معدلات التضخم ، والهجرة من دول الجوار والنزوح الذي جعل عدد سكان الولاية يتجاوز الخمسة عشر مليون نسمة ، وهو ما أثر سلباً على خدمات الكهرباء والإمداد المائي ، وهدد الأمن الغذائي وانعكس على نسبة مركبات النقل العام مع نسبة السكان .. وغير ذلك مثل إنتشار المخدرات مع بروز بعض ظواهر الغلو والتطرف وغيرها وغيرها . وكانت كلمة الختام من نائب رئيس مجلس السّيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي ممثلاً للمجلس الذي رعى هذه الفعالية ، إذ جاء خطابه في ختام المؤتمر معبراً عن تطلعات قاطني الولاية في تطوير الخرطوم مع ترسيخ قواعد الأمن والإستقرار والتنمية ، مع وضع خارطة طريق للتنمية مع رعاية لها لعشر سنوات حتى تنهض الخرطوم ، ونغني تلك الأناشيد القديمة ، وفي مقدمتها ” هبّت الخرطوم ” .Email : [email protected]
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.