مع الشقيقة مصر .. نرد الجميل ونزرع القمح ونصب الماء البارد.. بقلم : علي يوسف تبيدي
ليس في مقدور اي متغيرات ان تزيل أحداثيات العلاقة المقدسة بين شعبي وادي النيل السودان ومصر، فهي عميقة مثل مجري النيل الخالد، ومسترسلة مثل مياهه، ونابعة من منابع طيبة ومتدفقة تغمر الوجدان والارض وتسقي الزرع، هي علاقة لايمكن تأطيرها بنظام سياسي، او فقدان لبوصلة ايدلوجية، وتماهي عسكري وسياسي، هي علاقة جذور حيث لاسبيل الا بالبناء عليها وليس قطعها “1” عندما كانت اجزاء من بلادنا تشهد اضرار السيول والفيضانات وقبلها جائحة الكورونا كانت الشقيقة مصر في الميدان ، تزود ذلك الضرر ، وتدفع عنا بمساعداتها الخطر ، وهو بعد على لسان مسؤوليها وابرزهم المستشار/ تامر منير القنصل العام المصرى في الخرطوم أنه يتمثل فى الواجب من الشقيق تجاه شقيقه، وهي لغة مليئة بالود والمحبة ، وعامرة ومكسية بالتوادد ، ومثيرة للاندفاع في ترسيخ علاقات البلدين ، وتطهيرها من كل الشوائب والامراض ، قد ولي زمن فرض الايدلوجيات والمدارس السياسية الموتورة والتيارات العابثة بسماحة العلاقات بين البلدين لانطلاقة كبري “2”كانت خرطوم اغسطس من العام “1967”، تصب الماء البارد علي سخونة الاجواء العربية في تلك اللحظات وهي تحتضن مؤتمر “اللاءات الثلاثة” الشهير ، تستعيد به عافية الالم العربي بعد حرب النكسة ، وتقدم لاشقائها العرب والمصريين من فومها وعدسها ، وتطبطب علي الرؤوس التي لم تنحني بل كانت تسترد كرامتها لجولة جديدة من معركة الوجود والتاريخ والجغرافيا، كانت حينها الخرطوم ترفع رايات النصر في عز الهزيمة ، وتستبدل الطاقة المنكسرة الي فرح وترياق ، فلم يكن غريبا علي الاشقاء العرب والمصريين ان يلتقوا في ضفة النيلين ، ويبحثوا هم قضاياهم وهم يستنشقون من النيل الخالد هواءا يسع الرئات التي ضاقت في حزيران ، فخرج القادة في مؤتمرهم وكأنهم يقابلون القدر بصدور عارية ويستعدون من جديد لالتحاف العمة السودانية في رمزية البقاء والانتصار “3”برا كما كانت تذهب عير كسوة الكعبة المشرفة هاهم اشقاؤنا المصريين يبعثون بقوافل المساعدات للمتضررين ، وبقوام عشرات النواقل تعبر الحدود التي طالما تراصت من اجل انسان الوادي وشعبه المتسامح الكريم لتصل الي ساحة الشهداء الرمزية الجديدة للثورة السودانية المجيدة ، ليكون في استقبالها الشباب الذين صنعوا المجد والتاريخ ، وبقلوب مفعمة بالامل في علاقات أكثر حميمية ، فان المصريين قدموا لاهلهم المتضررين مساعدات هي في مقام محفوظ ، وجميل له يوم يرتد فيه بالامل والازاهير فالقوافل التي سيرتها بلاد المصريين، وكما قال المستشار تامر منير مؤخراً ان الشعبين المصرى والسودانى ما هم الا شعب واحد في بلدين.”4″وحيث لا استجداء في هذه العلاقة الراكزة والعامرة بين شعبي الوادي ، فان السودانيين يدينون بالقمح والماء البارد يصبونه متي ما التهبت الاوضاع بين البلدين ، وان كان ذلك الزمان قد مضي ، وجاء عهد جديد فيه احترام للود والعلاقات لتدوم وتبقي وتظدهر بالتعاون وينتظر منها شعبي البلدين كل جميل
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.