أحداث مروي… الشيطان في تفاصيل بيان الجيش
….. شهدت الساعات الماضية تطورات دراماتيكية بين المكون العسكري علي تخوم مدينة مروي،مما جعل الشارع يترقب شرا مستطيرا وخاصة بعد بيان الجيش الذي اعتبره خبراء أمنيون بأنه يحمل تناقضات كبيرة وخاصة في توصيف الأزمة ،ويقول اللواء معاش حسن محمد الحسين أن تقييم الجيش لوجود قوات الدعم السريع في منطقة مروي بعير علم الفيادة العامة يطرح العديد من الأسئلة حول مهام الدعم السريع وانتشارها في كل مناطق السودان وتقوم بحماية حدوده ومكافحة تهريب المخدرات وعصابات النهب المنظم والاتجار بالبشر وفض النزاعات ، وكل هذه الأعمال تقودها عمليات تنسيقية بين الجيش وقوات الدعم السريع ويري المحلل السياسي محمد الناظر ،بان هنآك أصابع تعبث ببث الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع في هذا التوقيت الحرج ،وخاصة أن بيان الجيش أقحم العملية السياسية التي تتأرجح بين القوي السياسية ،مما يجعل المتابع أن هناك جهات سياسية تدفع الجيش لمواجهة قوات الدعم السريع مشيرا إلي أن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع في بيان صحافي في وقت متأخر من ليل أمس، إن وسائط التواصل الاجتماعي تناقلت مزاعم بأن القوات قامت بأعمال حربية تجاه مطار مروي، وأكد أن الدعم السريع قوات «قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون»، وإنها تعمل «بتنسيق وتناغم تامين مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى في تحركاتها».وشدد البيان على حقها في الاننتشار والتنقل في كل أرجاء الوطن لتحقيق الأمن والاستقرار ومحابرة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات والجريمة العابرة، والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت، وأضاف: «وجود قوات الدعم السريع، بالولاية الشمالية، وفي مدينة مروي على وجهة التحديد، يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها، التي تمتد حتى الصحراء».وحذّر الدعم السريع في بيانه ما أسماها «الجهات التي تعمل على فبركة وترويج الشائعات وبثها»، وتوعد بملاحقتها قانونياً، وقال: «لا مجاملة في أمن وسلامة الوطن». وسط أنباء غير مؤكدة عن منح الجيش لقوات الدعم السريع 24 ساعة للانسحاب من مدينة مروي ، زعمت مصادر أخرى أن الدعم السريع طلب انسحاب القوات المصرية من الأراضي السودانية كشرط لانسحابها من مروي. بينما نشرت وسائل إعلام تابعة للإخوان مقاطع فيديو لمدنيين يعبرون عن تضامنهم مع قوات الجيش ، أصدر سكان مروي بيانًا أعلنوا فيه أن الواجب الوطني يستلزم إخلاء مطار مروي من جميع العسكريين المصريين فورًا واعتبر البيان الوجود العسكري المصري داخل المدينة وعند مداخلها الحيوية عملاً من أعمال الاحتلال الكامل بعلم وموافقة قيادة الجيش السوداني على حد وصفهم.ويمضي الناظر لضرورة توخي الحذر وتجنب الصدام بين القوات التي تمثل صمام أمان البلاد ، مضيفا بأن لقوات الدعم السريع قانون ينظم عملها ويحدد مهامها بعيدا عن التراشق اللفظي علي منصات سياسية لا تبتعد كثيراً عن أجندة المحاور للخارجية ،بجانب عدم الزج بالمكونات الإجتماعية المحلية في صراعات سياسية واثنية تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي للبلاد.مضيفا بأن اشتعال حرب البيانات توضح بجلاء أهدافا أخري كما ورد من عبارات غامضة وغير محددة في بيان الجيش تمثل مقولة شيطان التفاصيل
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.