عبدالوهاب حسب الله يكتب (تركيا تنتخب رئيس جديد)
تدخل تركيا إلى جولة ثانية من الإنتخابات الرئاسية والتشريعية لإنتخاب رئيس جديد في 28 مايو الحالي وتدخل كذلك في المئوية الثانية من السنوات في الممارسة الديمقراطية المستدامة منذ أتاتورك ويدخل السودان الذي يطالب بالديموقراطية شهره الثاني من الحرب ويوجد بصيص أمل للخروج منها عبر محادثات جدة الأمريكية السعودية التي أبقت وفدي الجيش والدعم لمواصلة المحادثات في جولة ثانية بدأت الأحد الماضي ولم يرشح منها ما يفيد إلا أنها تتواصل رغم عدم التقيد بنص إعلان جدة المأخوذ بالكامل من المعاهدات الدولية التي وقعت عليها جمهورية السودان وهي القانون الدولي الإنساني و القانون الدولي لحقوق الإنسان والبروتوكول الإضافي لمعاهدات جنيف الأربع لسنة 1949 ومن صلب تلك الإتفاقيات ولد إعلان جدة فيما يتعلق بعمل مسارات لإيصال المساعدات الإنسانية وهدنة غير مذكورة بصريح القول مدتها 10 أيام سيجري مراقبتها بآلية الإستشعار الحراري بواسطة الأقمار الصناعية وكل يوم خسارة كبيرة وكل ساعة تمضي من الحرب ضحايا وتدمير للبنية التحتية المتواضعة أصلاً وتمر الأيام العصيبة وتضيق دوائر الأمل والفكاك من هذه المصيبة الناتجة من فوضى الحكومات المتعاقبة على حساب النظام الغائب فالدولة السودانية كنظام تضاءلت بينما توسعت المكونات الإجتماعية الأقل شأنآ منها مثل القبائل والطرق الصوفية والطوائف الدينية والإنتماءات الجهوية والعنصرية وبروز لوبيات تعمل في كافة المجالات بلا رعاية من الدولة التي أصبحت رهينة حاملي السلاح من كل نوع فحركات ما يُسمى بحركات الكفاح المسلح والمليشيات خاصة مليشيا الدعم السريع بدأت تسيير الدولة على هواها في غياب السلطات المختصة خاصة الجهاز التنفيذي الغائب لقرابة العامين مع تلاشى الجهاز القضائي بعد إطلاق سراح كل نزلاء سجون ولاية الخرطوم والغياب الطويل لمجلس تشريعي لسن القوانين ومراقبة أداء الوزارات والهيئات الحكومية ومحاسبتها وتبدو هذه الصورة الفوضوية تتويجاً في الحرب التي يدور رحاها هذه الأيام والتي قد تمتد لسنوات إن لم يتدارك المسؤولون عنها الأمر في أسرع وقت ممكن ويلاحظ أن صوت المنادبن باستمرار الحرب قد خفت وكثير من الناعقبين بها قد ولوا هاربين إلى دول تحافظ على حياتهم وبعدهم من المناطق الساخنة ووقوف الشعب مع الجيش منطقي مهما كانت توجهاتهم لأن من واجباته الحفاظ على التراب السوداني وتأمين الحدود وكانت البلاد موعودة بعد ثورة ديسمبر المجيدة المستمرة في العقول وعيآ وفي الشوارع حركة تطالب بالتغيير موعودة بدولة مدنية ديمقراطية حديثة على أساس المواطنة وثنائية الحقوق والواجبات وبمشروع وطني متفق عليه يمثل تنوعنا ليكون ثابت تداولنا السلمي وشفرة تواثقنا على هدفنا المشترك لتقدم بلدنا عبر إستراتيجية تنفذ بتكتيك زمني قابل للتنفيذ فكل مقومات النجاح متوفرة لدينا أكثر من الذين اصابوا نجاحأ جعلهم مقصدآ لهجرة العقول السودانية وحجآ لسادتنا الكرام هذه الأيام وحتى إشعار آخر !
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ورب ضارة نافعة فتجربة الحرب العبثية قد تجعل خيار التوجه إلى سلام حقيقي أمر لا مناص منه مما يعجل الإتفاق على الحكم المدني بعد فشل الحكم الشمولي الاستبدادي القابض الذي توارى في العديد من الدول غير المتقدمة أو قل الدول النامية !
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.