صابنها — محمد عبد الماجد يكتب “أفريقيا ح تنوم من (المغرب)!!”
عندما سجّل الهلال في أول أغسطس في أول خمس دقائق من عُمر المباراة والهلال يلعب في (المغرب)، قلت إنّ أفريقيا تاني ح تنوم من (المغرب).
ود البدري (سمين)، حتى لو أنّ الذي سجّل الهدف هو لاعب (نحيف) وصاحب بنية جسمانية (ضعيفة)، وهو المهاجم ياسر مزمل.
إصرار المدرب فلوران على ياسر مزمل والرهان عليه كسبه المدرب، واللاعب يُسجِّل هدفاً على طريقة (العفش داخل البص على مسؤولية صاحبه)، إذ استلم ياسر مزمل كرة قادمة له من الطرف اليمين، لمّاها أو لم يلمها (التصوير ما واضح)، الواضح أنّ اللاعب (كفت) الكرة في المرمى (كفت الجن)، الحارس طائر وراها شهرين ما لحقها.
هذا الهدف ذكّــرني أهداف الريح كاريكا، دائماً كانت أهداف الريح كاريكا بتلك الصورة ، تخلي الحارس ريحتو طير طير.
حارس الفريق الأنغولي جاري وراء الكورة من أول أغسطس لي أول أكتوبر ما عرف يعمل حاجة.
إنتو تعالوا هنا ـ عاوز اسألكم سؤال، مهاجمو الهلال ليه بعملوا كدا في حرّاس أول أغسطس؟!
ناس الهلال بقوا تخصُّص (بهدلة) في حرّاس مرمى أول أغسطس.
لو كنت حارس مرمى في أول أغسطس، كُنت طالبت بحق اللجوء.
قبل كدا عملها إمبيلي في حارس أول أغسطس، وضع المدافع في حِتّـة والحارس في حِتّـة، وجاء ياسر مزمل والغربال عملا نفس الشئ.
ياسر وضع الحارس في حِتّـة، وفانلته في حِتّـة تانية خالص!!
هدف الهلال الأول من عكسية ملعوبة (لولب) من الطرف اليمين، والثاني من عكسية ملعوبة (لولب) من الطرف الشمال عالجها الغربال، بعد أن تبادل الكرة بين الشمال واليمين وكشحها زاحفة في المرمى (التصوير ما واضح).
ونحن أي حاجة عندنا بي نظام.
حتى في أيام هذه الحرب الملعونة.
القوون دا عاوز الرشيد بدوي عبيد يعلِّق عليه عشان ينقلوا لينا بالشطة والملح والدكوة والليمون والبصل بعد تعذُّر النقل التلفزيوني، وعاوز أيضاً الرشيد علي عمر عشان يكتب لينا عن الهدف “شهر ونصف”.. خالد عز الدين أنا عارفو كويس، ح يخلي الهدف ويهتم بالعكسية.
الشاعر ابن الرومي من شعراء العصر العباسي، وكان قد اشتهر بأنه شاعر (مطيل) يعني القصيدة عندو عادي تكون من ألف بيت أو ألفين بيت، كذلك اشتهر ابن الرومي بقُـدرته الفائقة في الوصف، واشتهر عندي أنّ أديبنا العالمي الطيب صالح كان مُعجباً به، وكان يَكتب عنه كثيراً، كما قَـدّم عباس محمود العقاد عنه دراسة نقدية رائعة وكبيرة في كتاب مهم.
ابن الرومي وصف خبّازاً مَـرّ به بهذه الأبيات:
ما أنسَ لا أنسَ خبّازاً مررتُ به
يدحو الرقاقةَ وشكَ اللمح بالبصرِ
ما بين رؤيتها في كفه (كرةً)
وبين رؤيتها قوراءَ كالقمر إلا بمقدارِ ما تنداح دائرةٌ
في صفحة الماء يرمَى فيه بالحجر.
نحن بدل في كفه (كرّة) والحديث عن هدف ياسر مزمل الأول، ح نقول في قدمه (كرّة).. والكرة ما بين رؤيتها في قدم ياسر مزمل وفي الشِّباك (إلا بمقدار ما تنداح دائرة/ في صفحة الماء يرمى فيها بالحجر)، شفتوا دِقّـة هذا التوصيف للسرعة والخفة، فهو يشبه مراحل خبز (الرغيفة) وإعدادها بالدوائر المُتتابعة والسريعة التي تظهر على سطح الماء عندما تلقي بحجر في النهر أو في بركة مياه.
ياسر مزمل عنده هذه السرعة.
وحارس أول أغسطس طبعاً ما بكون فاهم أيِّ شئ من الكلام.
شن خبرو كمان بي ابن الرومي؟!
قبل مُباراة الهلال وأول أغسطس، كنت فاكر أنّ جلدي بقي تخين.. وأنّ أعصابي لن تبوظ والرصاص بقع تحت أقدامنا زي (القطا)، بعدين كنت مُتخيِّل نفسي تاني ما ح تفرق معاي حاجة، حتى لو كان الهلال بيلعب في خشم الباب بَرّة.
وكنا نظن أن شغفنا بالهلال وتعلقنا به، نتاج مرحلة مُعيّنة في العمر، الزول كان بزعل وبمد بوزو مترين وقت الهلال يتغلب، ما بتعشى ولا بنوم الليل وببدِّل شارع البيت، واعتقدنا أن الزول وقت يكبر شوية بعقل وبخلي هذا الهوس.. أمان الله حالتنا بقت أصعب، وقت الهلال تكون عندو مباراة الواحد بكون زي كأنو عندو طفل في البيت عيان، تدخل وتمرق وما عارف تعمل شنو؟
الكثير من المباريات أتجنّب متابعتها حتى لو كانت منقولة تلفزيونياً، فكيف إن كان النقل عبر الوسائط الاجتماعية؟!
الدقيقة 40 وقت تكون غالب بتأتي بعد سنة.
الزميل محمد عبد اللطيف (سينما) بشّرني بنتيجة الشوط الأول وأنا أتلصّص لمعرفة الخبر.
أحلى ما في مباراة الهلال أمام أول أغسطس أنّ الهدف الأول جاء بدري في الدقيقة الخامسة.
والأحلى من ذلك أنّ الهلال سجّــل الهدف الثاني طوالي.. والهدف الثاني هدف (البطانية) أو الاطمئنان وهدوء الأعصاب.
الهدف الثاني عندي أهم من الأول.
الأول أصلاً جاء.
تخيّلوا كيف كان سيكون الوضع لو لم يُسجِّل الهلال هدفه الثاني.. لولا الهدف الثاني كنا لحقنا المريخ.
كنت مُتخوِّفاً من مباراة الهلال وأول أغسطس، والمجموعات كانت عندي زي (المُدرّعات) للدعم السريع.. وذلك لعدد من الأسباب، أولها أنّ الهلال يلعب مباراته خارج ملعبه الرسمي، كما أنّ نتيجة مباراة الذهاب وهي التعادل السلبي نتيجة (مُفَخّخَة) وهي مثلما تعطي الهلال دافعاً وأملاً في التأهُّل، تعطي دافعاً وأملاً أكبر لأول أغسطس للتعويض والمباراة في ملعب (محايد) بالنسبة للفريقين، وكل الفرص والاحتمالات مفتوحة.
أضف إلى ذلك، أنّ الهلال خلال (5) أشهر ونصف شهر لم يلعب غير مباراة رسمية واحدة، كانت هي مُباراة الذهاب أمام الفريق نفسه الذي يلعب معه الهلال مباراة الإياب، بعد انسحاب السلام جنوب السودان، والهلال أضاف عناصر جديدة، وخرجَــت من الهلال عناصر جيدة كـ”ليليبو وجارجو”، إضافةً للمهاجم الوطني وليد الشعلة.
كل هذه الأمور، أضف إليها ظروف الحرب التي تسبّبت في دمار البلاد وفي غلب الناس وضجرهم تصعِّب المباراة وتضعها في وضع الطيران!!
فريق أول أغسطس كبيرٌ، وهو قد نجح في الدور الأول للتمهيدي في إقصاء فيتا كلوب الكونغولي الفريق الأكبر والمعروف في القارة الأفريقية والند التقليدي لفريق مازيمبي.
لكلِّ هذه الأسباب، كنت مُتخوِّفاً من المباراة ولم أنقل تخوُّفي للقُـرّاء، لأنّي أشعر إذا صعّبنا المباراة على أنفسنا بتبقى صعبة علينا، أحسن الزول يقول خير أو يسكت.
علماً بأنّ عبد المهين الأمين طمأنني قبل المباراة وأكّـد لي قُــدرة الهلال على التأهُّل، وعبد المهين يقيس الأمور بوعي وتقدير جيد وخبرات كبيرة بعيداً عن العاطفة والهوى.
ولا بُـدّ هنا من الإشادة بمجلس إدارة نادي الهلال على الدور الكبير الذي قاموا به في تلك الظروف، وهم يُوفِّرون للهلال معسكراً في تونس، وآخر في المغرب منذ شهر يوليو الماضي أي قبل (60) يوماً، كما أنّهم أنجزوا التّسجيلات في توقيت صعب وأضافوا أسماءً حسب الحاجة.
ربما لو كنت رفقة بعثة الهلال في المغرب ما كنت أشيد بمجلس الهلال، كي لا يُعتبر ذلك (كسّير تلج) وأنا رفقة البعثة، لكن ونحن نكتب من السودان، حقٌ علينا أن نقول إنّ مجلس الهلال عمل من أجل أن يُقَـدِّم فرحة لجمهور الهلال، في توقيتٍ الفرحة فيه معدومة وزي لبن الطير وأسنان الدجاج.
كنت أتمنى من ناحية (وطنية) أن يتأهّـل المريخ.. لأنّ جمهور المريخ في حاجة إلى فرحة ونحن في هذه الظروف.
لا أنكر إنْي سوف انتقد وأداعب أو أخاشن المريخاب على هذا الخروج، لكن من ناحية المبدأ كنا مع تأهُّـل المريخ، وذلك حتى يبقى المريخ في الملعب بدلاً من تسريح الفريق أو عودته إلى بورتسودان بدون مشغلة أو مُنافسة.
الغريبة عندما كانت البلد مستقرة وما في أيِّ مشكلة، في فترة مجلس حازم مصطفى، عسكر المريخ في القاهرة وبقي فيها لمدة قاربت الأشهر الثلاثة، والفريق ينزل في أفخم الفنادق، ولاعبو المريخ يرجع بعضهم إلى البلاد من أجل أن يلعبوا مباراة في الدوري المحلي ويرجعوا بعد ذلك إلى القاهرة.
والأهلي المصري كان يتكفّـل بالملعب والترحيل، واستضافة الفريق المُنافس للمريخ في المجموعات، مع أموالٍ طائلةٍ دفعها حازم مصطفى في مُعسكر القاهرة.
حازم مصطفى كان قد ذهب أبعد من ذلك بسبب صراعه مع آدم سوداكال، ونقل الفريق وعدداً كبيراً من إعلامييه وجمهوره إلى القاهرة لمُتابعة مباريات المريخ بمرحلة المجموعات في المُوسم الماضي.
السنة دي والبلد في حالة حرب والدوري مُتوقِّف.. المريخ لم يعسكر في الخارج غير معسكر لوقت محدود في رواندا.. الغريب أنّ نصف لاعبي الفريق عادوا إلى بورتسودان قبل المباراة الأفريقية الأخيرة، وقد كان من بينهم الجزولي والتكت.
وقت نقول ليكم المريخ بشتغل بالعكس ناس المريخ ما برضوا!!
يوم قرعة مرحلة المجموعات 6 أكتوبر.. المريخاب ما ينتظروني.
القرعة ح تبقى ليهم زي أغنية (يلوحن لي حمامات) باللغة الصينية.
سوف أعود كذلك وأكتب عن ما يُثار عن علاقة الدعم السريع والمريخ!!
أصبروا إنتو بس.. رمضان باقي ليه خمسة أشهر و(11) يوماً.. والحرب دي مُـًـدوّرة من رمضان الفات.
شخصٌ آخر في الهلال لا بُــدّ من الإشادة به وهو المدرب الكونغولي فلوران الذي يعمل في ظُـروفٍ صٌـعبةٍ، عرف من مع تعقيدها الوصول إلى مُعادلة تأهُّل الهلال ووصوله مرحلة المجموعات.. كما تعوّدنا ذلك من الهلال، وأصبح تأهُّـــل الهلال لمرحلة المجموعات كما يكتب مُهاجم الهلال السابق معتز كبير دائماً (عادات وتقاليد).
الهلال في المجموعات أمرٌ طبيعيٌّ.. نلعب بدون جمهور.. يتعاقب الهلال.. نلعب برة.. برضو الهلال بتأهّــل.
في ثورة، في ظروف عادية.. في سلم في حرب.. الهلال بتأهّــل.
نلعب دوري ما نلعب دوري الهلال بتأهّــل.. نلعب في (العصر) نلعب في (المغرب).. بالكشّافات بدون كشّافات.. الهلال بتأهّــل.
والحمد لله على نعمة الهلال وعلى فضل الله علينا.
فلوران مع اسمه الكبير في القارة ومع كل العروض التي تُقَـــدّم له، فضّل الاستمرار مع الهلال، لا بُـــدّ من إيصال رسالة دعم ومَحَبّة من جمهور الهلال عامّــة، ومن شباب الأولتراس على وجه التحديد لهذا المدرب (الناظر) فلوران.
كذلك نقف عند عبد المهيمن الأمين، ودائرة الكرة وهم ينجحون في صناعة جوّ الأسرة والتغلُْب على الضجر والملل في المعسكر الذي يُمكِــن أن يمتد إلى عام.
والشكر موصولٌ لدولة المغرب واتحاد الكرة هناك على استضافة الهلال.. لن ننسى صنيعهم هذا.
نسأل الله تعالى أن تنتهي هذه الحرب وتضع أوزارها، ونرجع تاني لمشوار العصاري، وفول النوش، وإستاد الهلال، والغلاط تحت الشجر.. الواحد بقى يشتاق للغلاط!!
تأهّــل الهلال والبلاد تمر بهذه الظروف، رغم خروج أنيمبا النيجيري من الدور التمهيدي الأول وهو يلعب في بطولة السوبر ليق الأفريقية ضمن الثمانية الكبار في القارة. وخرج من الدور التمهيدي ممثل تونس الاتحاد المنستيري، وخرج من التمهيدي الأول أيضاً فيتا كلوب الكنغولي.
من الدور التمهيدي الثاني خرج الأهلي بنغازي مع كل الدعم الذي يُقدّم له والتسجيلات التي أنجزها. خرج بطل المغرب الجيش المغربي، وممثل جنوب أفريقيا أورلاندو الذي سبق أن فاز بتلك البطولة التي خرج من تمهيدها في هذا الموسم.
ظروف تلك الأندية أفضل كثيراً من ظروف الهلال، على الأقل هم ناشطون في دورياتهم المحلية عكس الهلال الذي يلعب من وضع (الثبات).
الهلال تغلّب على ظروفه وهي ظروف لن تجعلنا نبحث عن العذر والشمّاعة في مرحلة المجموعات، لأنّ الهلال صنع الظروف التي تُؤهِّـله إن شاء الله من مرحلة المجموعات.
ربما يُحقِّق الهلال ونحن في ظروف حرب ما لم يُحقِّقه وهو في ظروف السلم، وهذا أمرٌ يجعل الفرحة أكبر والسعادة أرحب.
عاوزين نفرح.
يجب أن نعرف كيف نتغلّب على ظروفنا، لأنّ أسوأ شئٍ هو أن تعلق الإخفاق على الظروف.
اصنع ظروفك المُحفِّزة والجيدة حتى لو كانت الظروف العامة صعبة ومظلمة وقاتمة.
….
متاريس
لفت الأستاذ ود الشريف نظرنا للأستاذ القامة طلحة الشفيع (واتفرج يا سلام) وهو يعتصم بمنزله في ظروف صعبة ببحري.
من لم يقرأ لطلحة الشفيع لم يعرف بعد طعم القهوة وحلاوة الكلمة وسخريتها.
أتمنى أن يكون هنالك دورٌ أكبر من صلاح إدريس وجمال الوالي والكاردينال وحازم مصطفى والسوباط والعليقي، نحو هذه القامات الكبيرة، والبلاد تمر بتلك الظروف الصعبة.
نخص العليقي تحديداً.. لأنه لا يتأخّـر في مثل هذه المواقف.
مامون الطاهر وطلحة الشفيع والرشيد بدوي عبيد وأسماء أخرى في الوسط الرياضي، من حَقِّهم علينا أن نكون معهم في هذه الظروف.
وهنالك كذلك الزميل حسين سحري الذي تعرض للاعتقال والمرض.
بالمُناسبة هذه الأسماء لا تطلب دعماً.. نحن مَن نطلب لهم ذلك، لأننا في حاجة إلى أن نُعَلِّي من قيمة الوسط الرياضي ونُقدِّم الواجب.
نحن في حاجة إلى دعمهم.. وهُـم ليس في حاجة إلى دعمنا.
المغتربون ومع الأدوار العظيمة التي يقومون بها في هذه الأيام، ننتظر منهم الكثير.
الناس في السودان تعبت.. والأغنياء وأصحاب الأموال والممتلكات ربما هم الأكثر تضرراً في هذه الحرب.
لهذا نقول، إنّ المغتربين ليهم عوزة في هذه الأيام، وهم دائماً في المُقدِّمة.
ربنا يحفظ السودان وأهله.
وينصر الهلال في أيِّ أرض وتحت أيِّ سماء.
ويوم 6 أكتوبر.. المريخاب يشوفوا ليهم بلد!!
….
ترس أخير: برجع ليكم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.