شـــــــوكة حـــــــوت.. النعمة المفقودة.. كتب “ياسرمحمدمحمود البشر”
إستشعر مواطنى ولاية الخرطوم النعمة التى كانوا يعيشون فيها منذ اللحظة الأولى لإندلاع الحرب فى صبيحة الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ وتسرب الخوف والخلع الى نفس كل من حضر المعركة بولاية الخرطوم فقد كان الموت اقرب من الحياة لكل مواطن فى دائرة الصراع المسلح وعندما خرجت الطلقة الأولى من بوهة البندقية لم تفرق بين مواطن مدنى أو عسكرى ولم تفرق بين إمرأة أو طفل ويمكن القول أن حصاد الحرب الحالية هو نزوح ملايين المواطنين من بيوتهم التى كانت تغطيهم بالستر وتمنحهم الخصوصية وتوفر لهم مساحات من الحرية والحركة والتلقائية الى جانب لجؤ عشرات الآلاف من الأسر الى خارج السودان وتعطلت عجلة الحياة وفقد النازحين واللاجئين من الخرطوم فرص الحياة الكريمة وتحول معظمهم الى عطالى وإقتنع بعضهم بممارسة أعمال هامشية لا تتناسب والوضع الذى كانوا يعيشونه فى بيوتهم وآخرين تمنوا الموت إحتراما لحياة المعاناة والمسغبة التى فرضتها عليهم ظروف الحرب .
حرب الخرطوم الحالية أضرمت نارها منذ العام ٢٠١٩ منذ أن حقنت الأحزاب السياسية عقول الشباب وقامت بإعداد جداول المليونيات فى الغرف المظلمة وهم يعلمون أن الشباب المغرر بهم هم وقود المعركة القادمة ويجب أن نطرح سؤال منطقى ما هى الجهة التى كانت تعد هذه الجدوال ومن هى الجهة التى تقوم بالتمويل والغرض الأساسى وراء هذه المليونيات كان يتمثل فى السخرية من المؤسسة العسكرية والقوات النظامية عموما بغرض إضعافها بصورة ممنهجة تهدف الى تعميق الهوة بين المؤسسة العسكرية والقوات النظامية والمواطن حتى تسهل عملية تنفيذ المخططات المرسومة بواسطة المواطنين والشباب المغرر بهم.
وفى هذه اللحظات يجب على كل شفاتى وكل كنداكة كانوا يخرجون الى الشوارع فى ظل الهياج الثورى ويهتفون بذلك الهتاف الأرعن (معليش معليش ما عندنا جيش) وكانوا يجتهدون أيما إجتهاد فى إرهاق الجيش والشرطة بغرض الوصول للقصر الجمهورى أو مبانى البرلمان بإيعاز مباشر من السياسيين اين انتم الآن بعد مضى ثمانية أشهر من خراب الخرطوم وأين إختفى دعاة الديمقراطية الكذوب وتروكوكم للعطالة والفقر والجلوس تحت ظلال الأشجار تسرحون بغنم إبليس وتعتذرون لأنفسكم عن الحماقات التى إرتكبتموها فى أنفسكم وفى حق الوطن والمواطن بجهلكم وطيشكم وعدم معرفتكم لمعطيات الحقائق المجردة بعيدا عن الشطط والغلو والتطرف.
نفس الذين إستغلوا الشفاتة والكنداكات للوصول بهم الى غايات رخيصة هم ذات الذين أوصلوا قائد مليشيا الدعم السريع الى فكرة أن يكون رئيسا للسودان بعد أن يرفع شعار الحكم المدنى والتحول الديمقراطى ومحاربة الإسلام الراديكالى ومحاربة الفلول والكيزان مع العلم أن الشعب السودانى يعرف المقدرات الذهنية والعقلية لقائد مليشيا الدعم السريع ويعلمون أن المسافة بينه وبين فهم مفردة الإسلام الراديكالى كالمسافة ما بين السماء والأرض فى أقرب حالاتها لكن السياسيين إمتطوا ظهر حميدتى بغرض تحقيق الهدف الذى عجزوا عن تحقيقه عبر الشفاتة والراسطات والكنداكات وكانت النتيجة الطبيعة لذلك خراب الخرطوم وهروب معظم دعاة الحرب والفتنة خارج السودان مع سبق الإصرار والترصد .
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
الآن عرف الشفاتة والكنداكات قيمة النعمة المفقودة وهى نعمة الأمن ونعمة أن يكون لكم بيت تعيشون تحت سقفه يأويكم ويستركم بالرغم من المعاناة وسؤ وتردى الخدمات ومقارنة معيشتكم فى بيوتكم بوضعكم الحالى وأنتم فى عداد النازحين .
ربــــــــــع شـــــــوكـة
هل عرفتم نعمة الأمن التى كنتم تعيشون فيها أيها السادة والسيدات .
yassir.mahmoud71@gmail
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.