من الساخر… نادر التوم يكتب “حقنا”
إبان توليه لإدارةالتلفزيون، كان الراحل الطيب مصطفي يخاطب منسوبيه و (مشاهديه) بعبارة (تلفزيوني دا)، و كأن تلفزيونه ( دا)، قد أشتراه من أسواق دقلو!**و بتلك العبارة استخدم كل ألوان و أنواع الصلف و الغرور و التعسف و العنجهية، يعني ممكن عادي جدا يقول : ( الليلة ما دايرين نشرة تسعة في تلفزيوني دا )**معتمدا على قربه و قرابته من إبن إخته وقتها، و الذي كان رئيسا للجمهورية وقتها.*(2)*و إذا كنت تجد العذر و المنطق لخال الرئيس، كونه في إيدو الورقة.. و القلم ، فكيف بموظف، قام بتوزيع المتقدمين لوظيفة مذيع لقسمين: (مريخاب و هلالاب)، ثم صرح ب : (ما داير مريخاب في تلفزيوني دا )، و القصة ترويها المذيعة المتميزة يسرية محمد الحسن، حيث أن المريخاب كلهم استبعدوا (زي التقول تلفزيونو صحي صحي)*(3)*هذا الحال على مستوى التلفزيون و أشخاص عاديين (ليسوا مسؤولين كبار)،إذا لنرى ماذا يفعل و يقول المسؤولون الكبار من تهديدات على شاكلة: علمناكم تاكلوا (الهوط ضوق)، و (الما عاجبو يلحس كوعو)، و الدايرنها بتبقى، هذا كله ليؤكدوا أن البلد (حقتنا) _ بلسانهم_ و سنحكمها وحدنا، و نأكلها وحدنا، و الما عاجبو يمرق الشارع، عنجهية و افتراء وصلت مرحلة (بنسلمها عيسى) _ علي نبينا و عليه الصلاة والسلام _*(4)*كل مسؤول في مؤسسة ما ، ينسب تلك المؤسسة له يستخدم ياء الملكية، ما يعرف في الانجليزية (بالبوسيسيف إس..*)*لايك: مدرستي ، شركتي ، جامعتي، جريدتي، سوداني …. الخ*(5)*رؤساء أندية القمة يعتبرون أن هذه الأندية حقتهم، أشرف* *الكاردينال في خطاب جماهيري قال لجماهير الهلال : انه سيحكم كذا سنة ، فلما هتفت الجماهير زادها شوية، تقريبا وصلت خمسة و ثلاثين سنة، بل جعل له مكانا في الاستاد (حقو) ، يجلس فيه لوحده (موش،الجوهرة حقتو؟)**بينما في المريخ كلما عمل جمال الوالي (حركة الاستقالة)، عملت جماهير المريخ (حركة المواكب)، و هتفت: (الوالي رئيس طوالي)**ناسين و متناسين نواميس الكون و دورة الحياة (الدنيا)**(عدوة) حقنا هذه إنتقلت إلى بقية الأندية.. و صارت (حقت ناس معينين)، ثم انك لو نظرت لاداريي الاتحاد العام الآن، و قبل نصف قرن من الزمان، ستكتشف* *أنه(حقهم)حتى و لو لم يقولوا هم ذلك! دعك من الرؤساء و الاداريين، بعض الصحفيين كذلك يخيل إليهم أن النادي حقهم!*(6)*المذيع السوداني الذي تم تكليفه بتغطية حرب اوكرانيا، سمعته خلال لقاء تلفزيوني يكرر كثيرا (المصور حقي)، علما بأنه هو و المصور حقو، (حقين القناة)، و بعد المهمة و التغطية عاد ليحاور هاهنا، (أها لو حقك ما جبتو معاك ليه؟*)(7)*(ناس الإنقاذ)، ما كان يعرف بالمؤتمر الوطني، و قبلها الحركة الاسلامية، و الكيزان (بكسر الكاف)، ثم أخيرا الفلول، و البلابسة، كانوا يرددون و هم في أوج غرورهم و صلفهم و سكرتهم : البلد دي حقتنا، و الداير يحكم يمرق الشارع، فلما أن مرق الناس الشارع، و (سقطوها)، أعلنوا تنصلهم عن تحمل مسؤولية الانقلاب، و زج بهم في السجون، لولا أن حدث ما حدث، فخرجوا من جديد، ليعودوا لعمايلهم (القديمة) من جديد ، بعد ذلك الاختفاء القسري!**بيد أن خروج الناس لم يكن لكي يحكموا، فقط لكي ينعتقوا من حكمهم*(8)*كل ماذكر أعلاه (مقبول نوعا ما) بمعنى؟ بمعنى منطقي، إذا فما هو (الما منطقي)؟**الما منطقي يا سادة، هو شخص مثل (الزعيم رقم صفر في مغامرات الشياطين ال13)، ما معروف من أين، مثل بقية الشياطين، كائن خرافي، يتكلم بطريقة حقنا ، على مستوى (الكوكب)، و ليس الوطن فحسب**و لا غرو فهو (كاهن كبير)،**(الغرو) أن يتبعه الناس و الشباب، بينما هو يوزع صكوك الوطنية و يخبر عن من هو (وطني)، و عن (الما بدقها معانا تاني)* (9)*المشكلة ليست في نظرة و نظرية حقنا و حقتنا الأنانية، المشكلة تلك الطريقة الاقصائيةالتي يتعامل بها رواد هذه النظرية، ليحرموهم من أبسط ما يمتلكون و يملكون!!**تخريمة:: مافي خبر من المرتب حقنا؟**تغريدة: حقنا والله!**اللهم صل وسلم وبارك على طب الأرواح، اللهم صل وسلم وبارك على قوت الأشباح، اللهم صل وسلم وبارك على قوة الصلاح و آله!**ود التوم_ 12/12/ عشرين تلاتة و عشرين _ ود مدني**ودعناكم الله*
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.