رشان أوشي تكتب: حمدوك… مخلب القط الفاشل
دخلت حرب الإبادة التي تشنها مليشيا “محمد حمدان دقلو” رسميا مرحلة “المكاشفة”، حيث أعلنت قوى الحرية والتغيير في ثوبها الجديد “الجبهة المدنية_تقدم” تحالفها مع المليشيا، وهو ما ظلت تنكره طوال تسعة أشهر ماضية.
كشفت اجتماعات ” اديس ابابا ” برعاية رجل الإمارات الأول الدكتور عبد الله حمدوك حجم التطرف في العداء للوطن؛ وسياسة الكيل بمكيالين، وهو سيتطلب مراجعة في أداء خطاب الاعتدال الذي تقدمه الدولة التي تخوض حرباً متعددة المحاور، حتى يمكنها التأثير في التحولات الجديدة.
فلنعود بذاكرتنا إلى قرارات ٢٥/ أكتوبر/ 2021، تلك التي وصفت فيما بعد بانقلاب الجيش على الوثيقة الدستورية، والحقيقة التي يعلمها الجميع أنها لم تكن قرارات الجيش وحده، إنما قرار ساهم في اتخاذه رئيس الوزراء وقتها الدكتور عبد الله حمدوك، حيث كان فاعل أساسي ومهم في الإطاحة بحكومة الحرية والتغيير، بينما مول “حميدتي” اعتصام الحركات المسلحة أمام القصر الجمهوري، وأنفق عليه إنفاق من لا يخشى الفقر، لذلك يجب التأكيد على الحقائق أن “حمدوك” كان عراب لانقلاب ٢٥/ أكتوبر.
بعدها بأيام قفز “حمدوك” من مركب ٢٥/ أكتوبر، وهرب من مسؤوليته الأخلاقية المتعلقة بتسيير الدولة وترتيب الأوضاع، يبدو أن أوامر الكفيل جاءت بضرورة الانسحاب، هرب وترك الجيش في مواجهة تحديات المرحلة التي تلت استقالته الجبانة.
ويمكن القول إجمالاً إن قوة النسخة الجديدة لأحزاب الاتفاق الإطاري المسماة “تقدم” انطلقت في بداياتها من رمزية سابقة للدكتور حمدوك، رمزية مصنوعة بواسطة الآلة الإعلامية الإماراتية في السودان، عبر هاشتاغ “شكرا حمدوك” الذي انطلق قبل أن يتولى مهامه بشكل رسمي، أما نقطة ضعفه الرئيسية فتمثلت في تحول مؤسسات سلطته إلى كيانات بيروقراطية فيها كثير من الترهل وسوء الأداء، وتعاملت من حيث الشكل كأنها دولة، ولكن سرعان ما انهار جبل الثلج جميل الصورة هش البنية، وبدأ حمدوك في فقدان حاضنته الشعبية التي دعمته عقب توقيع الوثيقة الدستورية تحت تأثير البروباغاندا الممولة من الإمارات.
نشاط الدكتور عبد الله حمدوك في إيجاد أرضية جديدة لقادة مليشيات الدعم السريع في المشهد السياسي السوداني، هو ليس موقفه شخصياً إنما موقف الكفيل الذي يحرك الكومبارس كيفما يشاء، وبالطبع هذا النشاط المحموم، وقرار الخروج من حالة إنكار العلاقة مع المليشيا إلى الاعتراف بها عبر إعلان هذا التحالف في اديس ابابا ، مرده محاولة التشويش على تيار المقاومة الشعبية الذي انتظم ولايات السودان.
إن خطورة رسالة حمدوك لمن يقرأ بين السطور تكمن في محاولات البحث عن حصانة إفلات من العقاب لقادة مليشيات الدعم السريع التي تمارس تطهيراً عرقياً، وحرب إبادة، ويستهدف مسؤولوها الأعراق والقوميات والأديان الأخرى بشكل عنصري.
لذلك يجب أن يتمسك السودانيون بخيار المقاومة الشعبية لدحر مشروع احتلال السودان سوى كان عبر العمل السياسي أو العسكري.
محبتي واحترامي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.