هجرات الكودار.. ” كتب: محمد هارون”

منذ تفجر الوضع في حرب أبريل بدأت الهجرات تتزايد يوما بعد يوم ومع تفاقم الأزمة فكر كثير من مواطني الخرطوم النزوح للولايات الآمنة التي تجاور الخرطوم بحثا عن الأمان لأسرهم التي ظلت تحت القذف الناري والخوف من ويلات الحروب التي بطشت بهم، وأرقت مضاجعهم.الجهات الرسمية أعلنت أن النازحين من ولاية الخرطوم تجاوزت نسبتها ال 80% ما عدا محلية كرري التي أصبحت آمنة لموقعها وسط قوات الجيش و قد نزح إليها سكان أمدرمان، بينما نزح سكان الخرطوم إلى ولاية الجزيرة والولايات الاخري شمالا وبعد أن تمددت إليهم الحرب في حاضرة مدينة ود مدني واريافها إنتقل معظمهم إلى ولايات أخرى وبدأ الكثير منهم في الهجرة إلى شمال النيل وصولا إلى جمهورية مصر وهناك قصص لبعض الكوادر التي “هجت” إلى مصر عبر التهريب..

.دكتور الصادق جاء من الإغتراب ليجد كل ما تركه خرابا٠ وجد نفسة بلا مأوى وقرر الهجرة إلى القاهرة مع أسرته الصغيرة رغم المعاناة عبر التهريب في رحلة تستغرق ثلاثة أيام منها يقضي الليالي مفترشا الأرض بلا طعام ولم تكن معهم سوى قطرات ماء تسقي للأطفال وكبار السن وكل ما يملك حكايات للأيام والتاريخ، الذي نتج عنة قصة ( مرعى وسرحان )ومن ناحية أخرى من داخل السيارة تتوسط الركاب أسرة صغيرة بأطفالهما الطفل يوسف إبن السبع سنوات كان فاكهة الرحلة حتى أصبح الصديق الشخصي للسائق كثيرا يمزح معه ويداعب الكبار بطفولته مجتهدا في المحطات في تقديم الماء وخدمة رفقاء الطريق حتى لقب بدليل المهرب حفظ الطريق بجبالة ووديانة وهو يتميز بالذكاء الفطري وشجاع لا يتردد فيما يفعله حتى تمكن من معرفة أماكن الوحل والسرعات المتفاوته وكان حريصا لمعرفة كل منطقة وبدأت أفكاره وطموحه وتحولت إلى مهرب للتكسب مما سمعة من الدخل العالي ومجالسة المعدنين ويمازح والده الذي كان مهموما بأمرة وسلامة وصولة في تلك المخاطرة وتصاحبة في الرحلة شقيقتة التي تصاحبة في الرحلة بنت العشرة أعوام تألمت من الجلوس حتى شعرت أنها فقدت أطرافها من طول المسافة وهي جالسة وتسأل بعفوية عن أين أرجلها فهي لم تشعر بهم ولم تجدهم بين الشنط والأمتعة وكانت كثيرة الوسواس

دكتور ميرغني الأستاذ الجامعي يروي مأساته و قلبه يعتصرة من الألم لفقدان الوطن وتطاردة كوابيس الحرب أينما لجأ وفي محاولته السادسة للنزوح والأخيرة قرر الهجرة إلى مصر ليلحق بأبناء وطنة الذين سبقوه ويدمع قلبة عندما يحكي عن مشاهد لم تكن بخاطرة يومآ عن نهب وحرق منزلة وكل القرية الوديعة التي كانت تحتضن إنسانها بحب وأمان وقد هاجر ولا يملك من زادة إلا جواز سفر بلا أختام السلطات الحدودية ليصبح لاجئ يرجي عون المنظمات لتدبير ما تبقي من عمرة.وهناك أسر سلكت طريق تهريب البشر الا أنها وقعت فريسة في أيدي المهربيين الذين تركوهم في الصحراء بين أسوار الجبال التي تبعد عن المدينة مسافة 400 كيلو مترا بعد أن إستغلوا ظروفهم وسلبوهم أموالهم وتركوهم عراة حفايا.طرق جديدة إستخدمتها قوات التمرد في تهجير المواطنين وذلك عبر منهج تدمير الخدمات الأساسية لتترك لهم البلاد بلا إنسان بعد أن نهبوا حصاد عمرهم واجبروهم على النزوح .حرب دمرت الإنسان والمكان إعتمدت في منهجها تدمير البنية الإقتصادية وتفكيك النسيج الإجتماعي وطمس الهوية السودانية لتدخل الدولة في مرحلة تغيير ديمغرافي لصالح عرب الشتات من غرب أفريقيا الذين إستعان بهم جنرال الحرب لتوطينهم معتمدا عليهم كقوات مرتزقة للقتال والتوطين

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.