عبير إبراهيم تكتب : بشائر النصر لاحت

**حجم المؤامرة كان كبيرا ولكن التنسيق والتخطيط كان أكبر من المؤامرات وكانت هنالك مجهودات من كل أبناء الوطن من القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة وقوات الشرطة والنقاومة الشعبية والمستنفرين والمجاهدين لتحقيق النصر وقد أوفوا بما وعدو وكانت هنالك كلمة للمستنفرين في كل ربوع الوطن والمقاومة الشعبية وهما جزء أصيل يدافعون جنبا الي جنب مع القوات المسلحة في لتحقيق النصر ودحر التمرد.إن النصر الذي تحقق كان بدماء الشهداء الذين يعرفون أن جهادهم قائم علي عقيدة أحدي الحسنيين (النصر أو الشهادة) وقد نالو ما تعلقت به قلوبهم.خرجت كل الولايات والأحياء والمدن وحتي من هم خارج السودان في القاهرة خرجوا إحتفالاً بنصر الجيش ودحر مليشيا آل دقلو الإرهابية، في منطقة بحري والكدرو وكبري الحديد والحلفايا. واحتفال البرهان والعطا والي الخرطوم من داخل بحري قصة لها رواية لوحدها.حركة الجيش وهو يعبر الجسور الثلاث الحلفايا وكبري السلاح الطبي وكبري الفتيحاب إلى الخرطوم وينفتح شرقها ليفتح طريقاً تتقدم منه القوات في كرري والمهندسين إلى مدينتي بحري والخرطوم. كلما تقدم الزمن كلما زاد عدد القوات شرقا. القوات المسلحة تكسرت فيها نصال المليشيا على أسوار المدرعات والمهندسين والقيادة وسلاح الإشارة والكدرو وحطاب وهي تحاول جاهدة السيطرة على الخرطوم الهدف الاستراتيجي للحرب نفسها. بعد انهيار قواتها يئست المليشيا من اسقاط الخرطوم من داخلها فخرجت مندفعة للانتشار في دارفور وجنوبا إلى ولاية الجزيرة وسنجة والدندر والسوكي بسرعة ظن الناس معها أن المليشيا ستجتاح ولايات الشرق ووقف قادة المليشيا منتشين بالنصر يهددون ولاية نهر النيل ويتوعدون بتناول التمر من نخيل الشمالية. تأخر الجيش في التحرك الشامل كثيرا وبدا كأنه غير قادر على الحركة والمليشيا تنتشر لا يردعها رادع من نهب الامنين وترويعهم وقتلهم بدم بارد واغتصاب النساء واختطاف المئات منهن. لكن رغم الانتشار الواسع للمليشيا فان الجيش ظل محتفظا بقوته الصلبة وبدأ في الإعداد الجاد وبصبر حثيث في التدريب والتأهيل استعدادا لعمليات شاملة قادرة على اجتثاث التمرد واحباط كل مؤامرات الدولة الراعية له. وكانت ذروة التدريب ليس فقط في الالاف المؤلفة من الجنود وجنود القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب والاحتياطي المركزي وقوات حركات الكفاح المسلح وقوات المستنفرين في المقاومة الشعبية وحدها بل ظهرت في تخريج الدفعات 68 من الكلية الحربية و20 و23 من التأهيلية والكلية الجوية والأكاديمية البحرية.لاحت بشائر النصر فمعسكرات الجيش الرئيسية في كرري والمهندسين والذخيرة والمدرعات وفي الكدرو وحطاب وفي الإشارة والقيادة العام بالإضافة لبعض المعسكرات مثل المظلات في شمبات وغيرها هي مثل النسر المنقض يحمي الخرطوم من أي خطر يمكن أن يداهمها. وبالرغم من أن المليشيا كانت في العمق الاستراتيجي للدولة ومن داخل الخرطوم إلا ان فشلها في احتلال المعسكرات المذكورة تركها عاجزة عن تحقيق تغيير استراتيجي في مجرى العمليات. وقد كان خروجها وانتشارها خارج الخرطوم سلوكا تعويضيا للفشل الذي تجرعته في الخرطوم كما كان خطا استراتيجي بسبب عجزها عن اجتياح كل السودان، وتحول انتشارها الذي لم تحقق معه أي سيطرة فعلية إلى نواة لهزيمتها المحققة حال التزم الجيش استراتيجية مدروسة ومتأنية.بمجرد عبور الجسور الثلاث شرقا اتضحت خطوط الرسم ليتحرك جيش كرري ويلتقي بجيش الكدرو ثم حطاب وينفتح ليتدفق الجنود نحو بحري. خطوط الرسم قد اقتربت من سلاح الإشارة ثم القيادة بينما حطاب تتجه خطوط رسمه شمالا نحو المصفاة وجنوبا نحو العيلفون بينما تمتد المدرعات كذلك جنوبا وشمالا مع قوات كبري الفتيحاب وكبري السلاح الطبي وكلها تلتقي بخطوط الرسم من القيادة العامة.اخيراً: النصر لاحت بشائره وقريباً يعم الأمن والاستقرار ربوع بلادي الحبيبه.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.