سراج النعيم يكتب : ما بين وطنية (ندي القلعة) وفنانين وفنانات صنعهم (الدعم السريع)
رغماً عن اختلافي معها إلا أن الفنانة (ندي القلعة) تعرف جيداً أين تضع نفسها متى ما رغبت في ذلك؟، وما تفاعلها مع معركة الكرامة إلا أكبر دليل على وعيها بما يحاك ضد السودان، وبالتالي فإن موقفها أضاف لها كل الحب، وتضاعف لعدم انجرافها وراء تيار (الدعم السريع) الذي أشتري فنانين وفنانات كثر.
عندما انطلقت الرصاصة الأولي للحرب أعلنت ندي القلعة انحيازها للجيش السوداني، ولم تلوذ بالصمت، كما فعل سائر الفنانين والفنانات، فضلاً عن محاولة المليشيات الإرهابية إغراء ندي القلعة للغناء لها، إلا أن موقفها الثابت من الجيش السوداني منعها من الإستجابة، وظلت تمجد فيه، ولم تمنح مرتزقة (ٱل دقلو) هذا الشرف حتى في ظل مشاركة الهالك (حميدتي) في مناسبة (خاصة)، والتى غنت من خلالها للجيش السوداني، ولم تعير قائد الدعم السريع إهتماماً، المهم أنها فنانة وطنية، وشاركت بإسمه في (أوبريت) غنائي عربي بدويلة الإمارات (الشريرة)، وشاركت في (أوبريت) الجيش السوداني، وعليه تستحق لقب (سيدة الغناء السوداني) لدورها الطليعي في معركة الكرامة، هكذا كانت حاضرة في المشهد السوداني مناصرة للجيش السوداني في حربه ضد (الغزو الأجنبي)، فشكراً لك مثني، ثلاث وباع كون أنك غيورة على وطنك.
إن الفن رسالة سامية قبل التكسب منه مالياً، لذا أعلنت موقفها الثابت من الحرب في الخرطوم، دارفور، كردفان والجزيرة، وظلت صامده وصابره رغماً عن أن (مرتزقة) الدعم السريع حرقوا منزلها، ومحلها التجاري.
ها هي ندي القلعة تتصدر قائمة الفنانين والفنانات بلا منازع، لأنها أدركت حقيقة المخطط التٱمري الذي تقوده دويلة الإمارات (الإرهابية)، ووقفت سنداً وعضداً قوياً للقوات المسلحة، والشعب السوداني الذي يحفظ لها تميزها في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان الحديث، نعم فعلت لإيمانها بأن الحرب حرباً (وجودية) في إطار تنفيذ مشروع (ٱل دقلو) الرامي إلى طمس الهوية السودانية، ومحو ذاكرة إنسان السودان، وتبدأ من تاريخ إنطلاق الشرارة الأولي للحرب، لذلك لم تتوان، ولو لكسر من الثانية في أن تدعم الجيش السوداني بالغناء الهادف، وعلى سبيل المثال (الجيش كرب) الأغنية ذائعة الصيت، ولو لم تألف غيرها لاكفتها، لأنها الآن إضاءة في الوسط الفني، والذي فشل فشلاً ذريعاً في إتخاذ موقف تاريخي يحسب له عند إنهاء الحرب، فالتاريخ لا يرحم كل متقاعس عن أداء ضريبة الوطن، لذا على الفنانين والفنانات إدراك أنفسهم قبل فوات الأوان بأن يحزو حزو (ندي القلعة)، بدلاً من التسكع في مصر والإمارات نهاراً وليلاً، والغناء في (الكافيهات) التى لا يتجاوز (العداد) فيها (300) جنيه مصري، هكذا تجدهم بلا قضية أو هدف رغماً عن أن الشعب السوداني يتعرض للقتل، التشريد، النهب، الإغتصاب والتدمير الشامل للحياة.
عموماً سأترك للمتلقي العنان للتفكير في فنانين وفنانات صنعهم (الدعم السريع) في إطار مشروعه الرامي للقضاء على الحضارة، الثقافة، الفن، وكل ما يمكن أن يشير إلى أنه كان هنا وطناً إسمه (السودان)، السؤال أين اختفت هدي عربي، عائشة الجبل، مروة الدولية، هبة جبرة، فنانين وفنانات كانوا يملأون السوشال ميديا ضجيجاً.
وأخيرا أود أن أهمس في أذن كل فنان وفنانة بأن هذه الحرب شارفت على نهاياتها، فماذا ستقولون لمن كنتم تتعاقدون معهم بالمليارات، لأنهم بحثوا عنكم، فلم يجدوكم، لأنكم لم تسجلوا موقفاً داعماً للقوات المسلحة السودانية أو تدينون إنتهاكات وجرائم ارتكبها الدعم السريع في حق إنسان السودان.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.