عبدالوهاب علي حسب الله يكتب ” إنعدام الصحف الورقية وسوق دقلو”


توقفت صحف الخرطوم منذ أول طلقة في الحرب والصحف الورقية بدأت تتلاشى لصالح الصحف الإلكترونية في العالم المتقدم بتقنياته وسرعة الإنترنت العالية ولقي 220 صحفياً سودانيآ نصيبهم من البطالة المستشرية بعد أن تخلت الدولة عن توظيف المواطنين في القطاعين العام والخاص ليجد الشباب وظائفهم في المليشيات المسلحة الرسمية وشبه الرسمية إضافة إلى حركات الكفاح المتمردة على الدولة السودانية التي ظلت تعاني من حروب أهلية منذ قبيل الإستقلال في 1956 فجاء عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السابق بإتفاقية جوبا للسلام ولكن سرعان ما عاود الحنين مليشيا الدعم السريع ( الجنجويد سابقاً.) فتمردت على الجيش كما كان متوقعاً بل حاولت الإنقلاب العسكري عليه في 15 أبريل الماضي لتبدأ حرب لا يعلم أحد متى تنتهي وبأي مخرجات على وجه الدقة وواصلت الصحف الإلكترونية الصدور لتنقل ما يدور في كواليس حرب الخرطوم ذات الأغراض المتعددة من نزوح وسلب ونهب وإخلاء سجون ومستشفيات وجامعات وبروز إلى العلن أسواق دقلو الرخيصة جداً التي تتعامل مع المسروقات من كل نوع حرب ذات نكهة خاصة جداً حيث اختلط حابل العمالة بنابل الخزي والعار كل يوم تروي قصة وتفقد كل الخرطوم من تمدنها شيئاً ونحن شارفنا على نهاية الشهر الثالث من الحرب ولا أمل يلوح في أفق الغيب بنهاية هذا الكابوس وعلى أي حال بازارات المبادرات للحل السلمي تنتقل من أديس إلى القاهرة حيث يجتمع قادة جيران السودان الخميس المقبل والهادي إدريس وحجر في العاصمة التشادية وكينيا ترأس الهيئة الحكومية للتنمية والسودان يعارض الفكرة بعد تعليق عضويته في الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة تحذر من حرب أهلية وشيكة وآخرون يحذرون من المجاعة وقوى إعلان الحرية والتغيير تجتمع في عواصم دول الجوار وداخليآ يستمر النزوح شمالاً وجنوبآ ونذر التدخل الدولي تبدو وتلوح في حالة إنسداد آفاق الحلول للأزمة السودانية المعقدة حيث تعتبر الحرب المدمرة الحالية جزءاً من ثورة ديسمبر المجيدة المستمرة في العقول وعيآ وفي الشوارع حركة تطالب بالتغيير إلى الأفضل وحلقة مهمة من حلقات التوجه نحو الدولة المدنية الحديثة على أساس المواطنة وثنائية الحقوق والواجبات في تداول سلمي للسلطة عبر إنتخابات شفافة ومستدامة عبر صناديق الإقتراع وصولاً إلى دولة القانون التي يطالب المواطن عبر ثوراته وهباته الشعبية لإنزال شعارات حرية سلام وعدالة أرض الواقع رضي من رضي وأبى من أبى فالجيش الواحد ركيزة قوتنا وعماد خطانا الواثقة إلى الأمام وهذا الجيش الواحد للثكنات والجنجويد يتحل كما أوصى بذلك شبابنا الباسل الذي كان يتم التنكيل به ليل نهار ولم يتم العمل بنصيحته ( حتى وقع الفاس في الراس ) أي بعد أن سبق السيف العذل ولكن أن تسمع الكلام أخيراً خير من أن تستمر في العناد فالدولة السودانية أصبحت على المحك الوجودي تكون أو لا تكون !

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.