أطماع عربية إقليمية كتبت : تنزيل حسن    

             
الكثير المثير مما رشحت به الأسافير. يؤكد ضلوع بعض المحاور الإقليمية في حرب الخرطوم وتقديمها لكافة أشكال الدعم اللوجستي ممثل في التخطيط والتمويل والتشوين .. وإسنادها العسكري والإعلامي لقادة المليشيا المتمردة.. فقد فضحت الأسلحة التي يستخدمها التمرد في حربه على القوات المسلحة هذا الدعم والتعاون والتخطيط الذي يرقى لدرجة المشاركة الكاملة.. كيف لا وقد حوى
تسليح “المليشيا المتمردة” عشرات المدرعات و ناقلات الجنود المصفحة (هدية من دولة الإمارات)
كما وجدت في مخازن “المليشيا المتمردة” ملايين الوجبات الجاهزة التي تستخدمها جيوش الدول الكبرى والتي تم تصنيعها وتجهيزها في دولة الإمارات
بالاضافة الى امتلاك
هذه المليشيا نظام و شبكات إتصالات حديثة وشبكات بديلة موزعة بعناية في كافة أنحاء العاصمة
الى جانب امتلاكها نظام للتشويش على مختلف شبكات الإتصالات والرادارات
وتطور الامر الى درجة قامت فيها قيادة المليشيا بالاستعانة بشركة (فاغنر الروسية) وخبراء أجانب لمساعدتها في التخطيط والتدريب و وايضًا بتمويل من دولة الإمارات
ومما لا يخفي على احد تُنسِّيق قيادة هذه “المليشيا المتمردة” مع قوى سياسية محددة وبذلها لها ملايين الدولارات مقابل أن تمثل لها الحاضنة السياسية وأن تتبنى رؤيتها بأن تتبع هذه القوات للرئيس المدني وأن يتم دمجها في القوات المسلحة خلال عشر سنوات..
كل هذا وغيره يؤكد ضلوع المحاور العربية في حرب الخرطوم.. وهو الشئ الذي يطرح تساؤلًا مشروعًا.. ماهي الفوائد والمكاسب التي تجنيها تلك الدويلة من دعم التمرد في الخرطوم وبهذا السخاء والاصرار والاستمرار؟؟
فكل ذي لب يدرك أن قيادة هذه القوات كانت تخطط منذ وقت مبكر للإنقضاض على السلطة بالقوة،، وبسط سيطرتها على البلاد بتخطيط ودعم أجنبي كبير.. وذلك تحقيقاً لطموحات قائدها ومصالح قوى الشر الإقليمية و الدولية،، ورغبات أحزاب قوى الحرية والتغيير (قحت) عليهم لعنة الله جميعا.
   وقد اوردت بعض الصحف العالمية دعوة الإمارات لإيقاف الحرب.. رغم أنها في الواقع تدعم أحد طرفيها يقول مسؤولون إن الإمارات تقدم، من قاعدة جوية نائية في تشاد، الأسلحة والعلاج الطبي لمقاتلي المليشيا
وتدير تحت ستار إنقاذ اللاجئين، عملية سرية متقنة لدعم أحد أطراف الحرب المتصاعدة في السودان، عبر تزويدها بأسلحة قوية وطائرات بدون طيار، وعلاج المصابين، ونقل الحالات الأكثر خطورة جواً إلى مستشفياتها العسكرية، وفقاً لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية
وتتمركز العملية في مطار ومستشفى في بلدة نائية في تشاد، حيث تهبط طائرات الشحن الإماراتية بشكل شبه يومي منذ يونيو/حزيران، بحسب صور الأقمار الصناعية
ويعتبر هذا أحدث مثال على استخدام الإمارات لثرواتها الهائلة وأسلحتها المتطورة لوضع نفسها كلاعب رئيسي وصانع ملوك في أنحاء أفريقيا.
ورغم كثرة الادلة والشواهد التي تشير إلى أنها تدعم قوات الدعم السريع
يصر الإماراتيون على أن عمليتهم على الحدود هي عملية إنسانية بحتة.
منذ أن بدأت الطائرات الوصول إلى مدينة أم جراس التشادية، نشرت وكالة الأنباء الإماراتية صوراً للمستشفى الميداني حيث تقول إنه لعلاج اللاجئيين
كما اظهرت مقاطع الفيديو مسؤولين إماراتيين وهم يقومون بإسقاط حزم المساعدات في القرى المجاورة
ويزعم الإماراتيون إن دافعهم هو مساعدة اللاجئين السودانيين، برعم ان عدد هؤلاء اللاجئيين لا يتجاوز 250 لاجئاً في أمدجراس، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي الواقع، تخفى الإمارات دعمها العسكري لقائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان حميدتي المعروف بعلاقاته طويلة الأمد مع الإمارات كما انها وقعت صفقات للسيطرة على الموانئ في تنزانيا والصومال والسودان.
وقامت بتسليح أمير الحرب خليفة حفتر في شرق ليبيا،
في انتهاك لحظر الأسلحة الدولي والذي اسهم بدوره في مساندة قوات الدعم السريع في السودان.
الإماراتيون في السودان يضغطون رسميًا من أجل السلام و إنهاء الصراع عن طريق التفاوض، لكن في الوقت نفسه، تعمل الأسلحة الإماراتية على تأجيج الصراع.
وقال مسؤولون أمريكيون وسودانيون إن مقاتلي الدعم السريع استخدموا في الأسابيع الأخيرة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، التي زودتهم بها الإمارات، لمهاجمة قاعدة مدرعة في الخرطوم.
ويوضح تقرير غير منشور حصول المليشيا على صواريخ أرض جو من قواعد في جمهورية أفريقيا الوسطى قدمتها فاغنر و استخدمت في اسقاط طائرات مقاتلة سودانية.
وبالنسبة للمنتقدين السودانيين، يمثل التدخل الإماراتي ازدواجية شنيعة – دولة تتحدث عن السلام بينما تؤجج الحرب، وتدعي أنها تساعد اللاجئين السودانيين بينما تدعم المقاتلين الذين أجبروهم على الفرار في المقام الأول.
فقد اظهرت صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع الرحلات الجوية أن مطار أمدجراس يتوسع ليصبح مطارًا صاخبًا على الطراز العسكري ويتجاوز احتياجات المستشفي الصغير
ومن أمجراس، يتم نقل الأسلحة لمسافة 150 ميلاً شرقًا إلى زُرق مركز قوات الدعم السريع الرئيسي وقاعدة إقطاعية الجنرال حمدان في شمال دارفور، وفقًا لمسؤولين سودانيين وتشاديين والأمم المتحدة.
وقال كاميرون هدسون، الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومحلل شؤون أفريقيا الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “لقد فعلت الإمارات أكثر من أي شخص آخر لدعم قوات الدعم السريع، وإطالة أمد الصراع في السودان”، لكنه أضاف: “انهم يفعلون ذلك بحذر كي لا يتركون اثرا، وهذا مقصود”.
في عام 2018، دفعت الإمارات مبالغ كبيرة لقائد الميليشيا السودانية لإرسال آلاف المقاتلين إلى جنوب اليمن كجزء من الحملة العسكرية التي شنتها الإمارات ضد الحوثيين
لقد أثرت تلك الحملة اللواء حمدان وساعدت في جعل قوات الدعم السريع تحظى بقوة و شعبية كبيرة داخل السودان.
ومع قيامه ببناء إمبراطورية تجارية في مجال تعدين الذهب،و نقل عائداته إلى دبي، حيث أسس شقيقه الأصغر القوني حمدان دقلو شركات لإدارة مصالح العائلة.
وقد اختارت الإمارات مضاعفة جهودها لدعم الجنرال حمدان على الرغم من الفظائع التي ارتكبتها قواته لانها
، مثل العديد من دول الخليج ،ترى السودان كمصدر محتمل للغذاء، وتطمح إلى موقع على ساحل البحر الأحمر.
ففي ديسمبر/كانون الأول، وقعت الإمارات صفقة بقيمة ستة مليارات دولار لتطوير ميناء على بعد 125 ميلاً شمال بورتسودان.
وتشكل الخصومات في الشرق الأوسط سببا اخر حيث يقول دبلوماسيون إن التوترات بين الإمارات ومصر، التي تدعم الجيش السوداني، والسعودية، التي تقود الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب السودان، تتصاعد بشكل مطرد.
ويقول عمال الإغاثة إن اللاجئين السودانيين يواصلون التدفق إلى تشاد ويصل معظمهم إلى أدري، وهي بلدة حدودية فقيرة بعيدة للغاية عن مساعدة القاعدة الإماراتية التي تبعد حوالي 200 ميل إلى الشمال.
وكيفما كان الامر
فإن الطريق يمضي إلى (إبادة) أخر جنجويدي ومرتزق.. ثم يأتي الدور على الخونة والعُملاء والمتعاونين والداعمين..
١/اكتوبر/٢٠٢٣م

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.