المملكة سمو المكانة وشرف الخدمة… د. محمد موسى أحمد


    المملكة العربية السعودية تاريخ حافل وسجل ناصع هي أرض العطاء ومنبع الكرم وفخر الأمة، هي الأم الرؤوم والقلب النابض واليد الحانية ومأوى الأفئدة وقبلة المسلمين ومهبط الوحي ومنارة العلم، هي سحابة خير وسقيا رحمة ومنبع شرف ومصدر عز ومنبت بركة لكل العالم، تبث الخير ومكارم الأخلاق والبذل والعطاء والجود والكرم والملاذ والمأوى.
فمنذ قيام هذه الدولة المباركة، ومنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه- والمملكة ينبوع عذب فياض ونهرمتدفق بالخير والعطاء و غيث يهطل دون انقطاع، وفي شتى أنحاء العالم ولا يستطيع أي أحد كائنا من كان أن يتجاهل الدعم الإنساني المستمر و الخيري المتواصل والإغاثي السريع، و الريادي غير المنقطع الذي تقدمه المملكة للعالم أجمع، عمل إنساني جبار بشهادة المنظمات الأممية للعمل الإغاثي والإنساني. 
فالخدمة عندهم شرف، والعطاء في عرفهم كرم، وإغاثة الملهوف فيهم مروءة، خصال تربوا عليها كابرا عن كابر وأخلاق توارثوها أبا عن جد، شعارهم قول خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : ( والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتقرئ الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق) فعم عطاؤهم، وساد خيرهم وتواصل نفعهم للناس.
إذا ذُكرت خدمة الحرمين الشريفين ذُكر ملوكهم أبناء عبد العزيز، وإذا ذُكرت خدمة ضيوف الرحمن ذكر شعبهم، وإذا ذُكرت خدمة القرآن الكريم ذكر مركز الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وإذا ذُكرت خدمة العلم ذكرت جامعات المملكة، وإذا ذُكرت خدمت خدمة الإنسانية وإغاثة البشرية ذكر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية .
جاء مركز الملك سلمان ليكون اللبنة التي أكملت بنيان المملكة الإنساني والخيري والإغاثي فجسد شعار الإنسانية بلا حدود واقعا معاشا، فشعاره مقرونا بشعار المملكة يرفرف عاليا خفاقا في كل مكان خاصة المناطق الموبوءة والمكلومة والأسر الفقيرة.ولسان حاله يقول (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا) .
هذا المركز قيض الله له شبابا يعملون بهمة لا تلين وعزيمة لا تفتر يواصلون الليل بالنهار يجوبون الأقطار والقفار والقرى والمدن بحثا عن الفئات الأكثر  ضعفا من الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والمتضررين من الحروب والحرائق والسيول والفيضانات وكبار السن والمكفوفين وأصحاب الاحتياجات الخاصة . 
نفذ المركز في السودان العديد  من المشروعات الغذائية والإيوائية وتوزيع التمور وتأهيل المنازل والحقائب المدرسية وطلمبات الرش والأمصال الطبية والعمليات الجراحية وغيرها من المشروعات المتواصلة والمستمرة والمتجددة .
ويوم أن أعلن السودان النكبة وأطلق نداء الاستغاثة وقد دمرت السيول أكثر من خمسين ألف منزل وفقد الأهالي أكثر من مائة من الأرواح فكان التوجيه السامي والأمر الملكي والقرار الإنساني ليتم التنفيذ المباشر والاستجابة السريعة وبعد أقل من ست ساعات  تهبط طائرة المساعدات الأولى بمطار الخرطوم وفي نفس اليوم تتبعها الأخرى أكثر من مائة وعشرين طنا من المواد الغذائية والإيوائية.
كان لهذا المشروع العملاق أثره البالغ في نفوس الفقراء والمساكين أصحاب الفقر والحاجة والفاقة الذين تضرروا من السيول والأمطار وفقدوا كل ما يملكون، فوجدوا في هذه الإغاثة  ما يسد رمقهم ويذهب جوعهم ، ويوفر لهم المأوى، وشعروا ان الله تعالى قد سخر لهم من يصل إليهم بشق الأنفس ليخفف عنهم المعاناة ويواسي المصاب. فلهج لسانهم بالشكر ورفعت أكفهم بالدعاء .
وما أن يستلم الواحد نصيبه من الإغاثة حتى  ترتسم  في وجهه الابتسامة والدهشة والتساؤل هل كل هذا الخير له ولأسرته بلا مقابل، فيجيبهم الشعار : نعم إنها إنسانية بلا حدود ؛ إنها مملكة الانسانية وإنه ملك الإنسانية الملك سلمان حفظه الله  تعالى ووفقه ، وإنه مركز الملك سلمان للإغاثة. فجاءت كثير من رسائل المواطنين  و دعواتهم  تطلب إبلاغ  الملك سلمان بوصول خيره وعطائه  ولجوئهم لله تعالى طلبا للحفظ  و الصحة و العافية  للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود  و ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، و  للقائمين على مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية . ألا حفظ الله تعالى  المملكة العربية السعودية مملكة الإنسانية و أدام عزها .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.