موازنات.. الطيب المكابرابي يكتب “أحزابنا والقامات و القمامات”
الاثنين 16 سبتمبر2024
من سوء طالع اهل السودان وفي مخالفة صريحة لطبيعة البشر وبخاصة من يقودون المجتمعات ويسوسون الناس ان يبتلى هذا البلد السودان وفي مثل هذه الظروف التي تمر به ويعايشها ويكابد الامها كل فرد سوداني بساسة تتقلب عندهم المعايير كليا و يصبح القادة واصحاب الراي ومن يوكل اليهم أو يتحملون من انفسهم عبئ وعناء قيادة الناس لتحقيق اهداف الدولة في الامن والسلام والرفاه مجرد اذناب تقاد لارؤوس تقود كما كان عليه حال الاولين…
رؤساء وقيادات الاحزاب ومن تحقق على اياديهم استقلال السودان ثم حكموه من بعد ذلك كانوا حتى وقت قريب هم مضرب المثل في الوطنية والولاء للوطن والوفاء لمواطنيه متجردون من كل انتماء حتى الحزب ولايهتمون إلا بقضية الوطن والشعب قبل كل شئ…
لم نعاصر من قضوا اخر ايامهم في سجون نميري رحمهم ورحمه الله ولكن قرانا وسمعناعنهم وعن مواقفهم ما جعل منهم مفخرة ومكان احترام حتى لدى الاجانب من السياسيين…
عاصرنا وعملنا في عهد كان المعارضون فيه امثال المرحوم سيداحمد الحسين والمرحوم علي محمود حسنين والمرحوم عمر نور الدائم والمرحوم محمد ابراهيم نقد والمرحوم فيليب عباس غبوش وجميعهم قيادات احزاب ذاقوا ماذاقوا ورؤا مارؤا ولكنهم لم يكفروا بوطنهم ولا وطنيتهم ولا انتمائهم لهذا الشعب أو يسعوا الى جلب مايؤذيه أو يجر عليه عقابا مثلما تفعل قمامات خلفتهم على قيادة تلك الاحزاب الان..
كانوا الاكثر شهرة من هؤلاء واصحاب الكلمة الاشد تاثيرا في العالم من هؤلاء واصحاب الطلب المجاب وبسرعة لو أنهم سعوا لمعاقبة وايذاء بلادهم كما يفعل هؤلاء ولكنها التربية الوطنية وحب الاوطان الذي تربوا عليه ولم يشرب من كاسه قط هؤلاء الاذناب..
لست ادري كيف يكون الشخص سياسيا ومن برامجه ان يحكم الناس وهو يسعى في ايذائهم وايذاء جيشهم ومعاقبة الكل في سبيل ان يطيح بمن يحكم الان لتؤول إليه مقاليد الامور؟
كيف سيتجرا هؤلاء يوما على رفع اعينهم ورؤوسهم امام جماهير قليلة أو كثيرة ليطلبوا تفويضا بحكم البلاد ؟
ايعتقد هؤلاء القمامات ان الشعب هذا سريع النسيان اوغبي الى حد يمكنهم من مخادعته باتخاذ مثل هذه المواقف المخزية ثم التبرير بانهم فعلوا هذا لمصلحته؟
ما ذاقه ومر ويمر به اهل السودان قاطبة ولانستثني امر سيظل محفورا في الذواكر عند من بقوا على قيد الحياة وهو امر لانعتقد انه سيسمح بعودة كثير مما كان عليه الحال قبل الحرب فلا الاحزاب التي كانت واستمرت حتى اليوم بقيادة هؤلاء العاهات ستحكم ثانية ولا التعايش الذي كان سيعود كما كان ولا التساهل تجاه كثير من القضايا والناس سيستمر بمثلما كان..
ستحدث شكة وهزة كبرى بعد كل هذا الذي رايناه فمن يحكم سيكون شخص لا علاقة له بكل اللاعبين الوهميين الحاليين ومن يحكم حينها سيحكم بلدا ليس بالضرورة ان يكون ماتبقى من السودان الكبير ولكنه سيحكم بلدا مكونا من شعوب ارتضت ان تكون موحدة بلاضغائن ولا احقاد ولا نية عندها في العودة الى الحروب والاقتتال..
ومن يحكم سيحكم بدستور تتحدد فيه كل الحقوق والواجبات وماتراضوا عليه ويتحاكم اليه الكل في كل حين…
وكان الله في عون الجميع
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.