سارة الطيب تكتب…رسائل الأمان من “جابر” الخواطر..
والخاطر هو الفكر والذهن والنفس وحضور الخاطر، يعني حضور الذهن، وطيب الخاطر وجبر الخاطر يعني فرَّج الغم عنه، وطيَّب قلبه بما يسره وما يُبعد الهم عنه، اما “جابر” فهو عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر.. والمناسبة هي جلسة مطولة جمعتنا معه أدخلت السرور لنفوسنا وازاحت الهم الثقيل على قلوبنا، وكانت الخلاصة تلك الجلسة ” لا تيأس يا بلدى إذا تعثرت أقدامك، وسقطت في حفرة واسعة، فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكًا وقوةً، بإذن الله”،
رسائل أمان في توقيت يبحث عنه شعب بأكمله عن من يحدثه به؟!! ويأكده له !!، وقد كان ذلك من “جابر” الخواطر، الذي تحدث إلينا بأن النصر حتمي وان الحرب في نهايتها وان المؤسسة العسكرية السودانية قامت وتقوم بشكل احترافي بالكثير وبعضه لا يمكن الإفصاح عنه، ولكنه سيكون بعد تمام الفوز والانتصار بإذن الواحد الأحد درسا عظيما في صفحات كتاب بأحرف من نور يدرس للأجيال كيف ان جيشه استطاع ان يتعامل مع أخطر مهدد لوجود هذا الوطن العزيز في تاريخه.
وعزز جابر الخواطر رسالة الأمان بتأكيده انهم الان يعملون لمحاصرة الحرب في جانبها الاقتصادي وهو أخطر الجوانب والرجل موسوعة بكل صدق في لغة الأرقام والاحصائيات، وظل قابض على ملف الامداد للدولة منذ ابريل 2019، ويعمل بصمت بعيدا عن الأضواء والضوضاء لتمضي حياة الناس بكل يسر ودون تعقيدات، ماذا يأكلون ويشربون وكيف يتنقلون.. ويصنعون.. ويزرعون وكيف يتعالجون وغيرها.. وغيرها.
والعالم الذي يتفرج على السودان منذ عام ونصف لا يزال مندهشا كيف لهذا البلد الصمود رغم هذه الحرب التي حشد لها أعداء السودان والطامعين في خيراته كل هذه القوة والوحشية، ويغضب العالم لان العشرات من تقارير المنظمات كانت تتحدد تواريخ ومواقيت زمنية للانهيار ولحدوث اعنف موجة مجاعة ونتذكر تحديدهم تاريخ أكتوبر 2023 لبداية المجاعة ومن بعده يناير 2024 ثم مارس ثم يوليو، ولا مجاعة تحدث وكل الامر في عراقيل تضعها المليشيا الهمجية الوحشية لمنع وصول الغذاء للناس، وضرب حصار مطبق على طرق ومناطق ليست اهداف عسكرية ولكن لمنع الطعام من الناس ليصلو لمرحلة الجوع، ومع كل هذا لم تحدث المجاعة، لان هناك رجال يعملون بعيدا عن الأضواء من اجل شعبهم وبلدهم التي يعشقون ترابها، ولا نود ان نخوض كثيرا في لغة الأرقام والاحصائيات بخصوص الموسم الزراعة ونحاجه وحرب الدعم السريع المستعرة من جل منع المزارعين من الحصاد والزراعة ونهب المحاصيل وحرقها وحرق الزرع، ولكن رحمة المولي عز وجل اكبر.
والحديث عن اطعام الناس يقود للحديث عن الوضع الإنساني وما يجرى بخصوصه منذ الأيام الاولي للحرب والي يومنا لتصوير الحكومة كأنها ضد شعبها وانها من يريد تجويعه وهي افظع شائعة، الحكومة فتحت كل المسارات والمطارات في البلاد لمن يريد ان يوصل أي مساعدات، وتمنح على يوميا الاذونات والتأشيرات وتتحمل سداد الملايين من الدولارات للإعفاء الجمركي للمنظمات، ولم تشمل لجنة او تكلف موظفا واحدا لاستلام مثقال ذره من أي مساعدات وصلت ارض السودان وانما يتم نقلها وتوزيعها بواسطة المنظمات وهو امر اذا أراد أي من كان التحقق منه فعليه الذهاب إلى أي معبر او مطار يتقبل المساعدات ليرى بأم عينه من يتسلمها وعليه ان يتابع على الأرض الجهات التي تقوم بالتوزيع على المحتاجين وهو امر متاح لأهل السودان في مختلف المناطق.
وان كان ثمة رسالة وعي في حديث جابر الخواطر فهي ان المستقبل للسودان بالعلم وحده.. فالتعليم هو الكفيل بإطفاء الحرائق واخماد جزوة الجهوية في نفوس البسطاء، الذين يستغلهم المجرمين وقودا للحرب وللدمار، وان تجارب الدول من حولنا ومنها رواندا التي خرجت مثل شمس الصباح، فكان سبب اشراقها كما حدثه رئيسها المتواضع بول كاغامي، هو وضع حد أخير لنهاية الاثنية بسلاح التعليم، ولعل هذا دون شك هو السبيل الوحيد لتكون هذه الحرب بحق وحقيقة آخر الحروب في تاريخ بلادنا.
الحديث كان طويلا مع جابر الخواطر، ورسائل الأمان عديدة حتما سنعود بمزيد من التفصيل والتركيز لها، ولكن من المهم انا أقول لكم انا سارة الطيب السودانية المتيمة بحب هذا الوطن العظيم لقد وضع طابع بريدي في تلك الرسائل ان أخبروا قلوبكم أنّها تستحق الفرح، وأملؤوها بالابتسامة، واستودعوها الله، وكونوا مطمئنين، فالنصر ليس حلمًا، ولا وهمًا، ولا بأمر محال، بل عمل وحسن ظن بالله والصبر بغير استعجال.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.